بعد أن: (تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود)..؟!

* لم تعد هناك أية فرصة للتلاعب بعواطف الناس، ومصادرة عقولهم، وسفك دمائهم، وهتك حقوقهم باسم الدين.

* الدين الإسلامي أجل وأكبر وأعظم من أن تحتكره جماعات متطرفة، وتسخره أحزاب مسيّسة، ويشوهه أفراد جهلة.

* والوطن الآمن المستقر؛ ليس لعبة يعبث بها أصحاب الأهواء، لأن دولته قائمة على أسس شرعية، ومن مسئولياتها: (وضع الضمانات اللازمة لحفظ كيانها من كل متجاوز للمنهج الدستوري المستقر عليه في المملكة العربية السعودية، بما يمثل نظامها العام الذي استتب به أمنها، وتآلف عليه شعبها، فهي تسير به على هدى من الله وبصيرة، تهدي بالحق وبه تعدل).

* وضعت الدولة السعودية الفتية في عهد خادم الحرمين الشريفين أبي متعب نصره الله، قوانين صارمة، تجرم العبث بالبلاد والعباد، (انطلاقاً من واجبنا نحو سد الذرائع المفضية لاستهداف منهجنا الشرعي، وتآلف القلوب عليه من قبل المناهج الوافدة، التي تتخطى ضوابط الحرية في التبني المجرد للأفكار والاجتهادات؛ إلى ممارسات عملية تخل بالنظام، وتستهدف الأمن، والاستقرار، والطمأنينة، والسكينة العامة، وتلحق الضرر بمكانة المملكة، عربياً وإسلامياً ودولياً، وعلاقاتها مع الدول الأخرى، بما في ذلك التعرض بالإساءة إليها ورموزها).

* ليعرف الصغير والكبير، الحاضر والباد، القريب والبعيد، العدو والصديق، أن (كل من أيّد أو تبنى فكر الجماعات المتطرفة، وتقدم بأي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها)؛ فهو مجرم ومدان، تطبق عليه عقوبة منصوص عليها في النظام الصادر بالأمر الملكي الكريم رقم: (أ/ 44 .. التاريخ: 3/ 4 / 1435 هـ).

* عقوبة السجن من ثلاث سنوات إلى عشرين سنة للمدنيين، ومن خمس سنوات إلى ثلاثين سنة للعسكريين، تنتظر كل من: (شارك في أعمال قتالية خارج المملكة، أو انتمى إلى تيارات أو جماعات - وما في حكمها - دينية أو فكرية متطرفة، أو المصنفة كمنظمات إرهابية، داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، أو تأييدها، أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت، أو الإفصاح عن التعاطف معها بأي وسيلة كانت، أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها، أو التحريض على شيء من ذلك، أو التشجيع عليه، أو الترويج له بالقول أو الكتابة بأي طريقة)، وأن عدة جهات رسمية رقابية وتنفيذية وقضائية، أسندت إليها مهمة المتابعة والمراقبة، وإعداد قوائم بالتيارات والجماعات المتطرفة؛ تُحدّث دورياً، ويرفع بذلك لمقام خادم الحرمين حفظه الله.

* من واجبنا اليوم في هذه البلاد الآمنة المستقرة، أن نقول: (شكراً أبا متعب)، لأن نعمة الأمن والاستقرار التي نعيشها، توجب هذا الشكر، وخاصة في هذه الظروف العصيبة.

* ومن واجب كافة أبناء هذا الوطن، الذين سبق لهم أن تورطوا في الانتماء لجماعات وأحزاب حركية وفئات متطرفة، أو غَرروا وحرضوا على الجهاد المزعوم في سوريا وفي غيرها، أو دلّسوا على المجتمع واحتالوا لجمع أموال باسم الجهاد، أو تعاطفوا مع الإرهابيين، فقدموا الدعم المادي والمعنوي، أو كتبوا وحرضوا وسبوا وشتموا، أو كفّروا وزندقوا وفسّقوا كما جرى ويجري على فضائيات كثيرة، من الواجب عليهم؛ أن يقولوها بالفم المليان اليوم قبل الغد: (شكراً أبا متعب)، لأنهم لم يؤخذوا على حين غرة، فقد جاء الأمر السامي محذراً، ومنذراً، ومحدداً، وواضحاً في كل فقرة منه، وقد سمى الأشياء بأسمائها، وقال للأعور أنت أعور في عينه، وأظهر للمجنون قرصه كي يعقل؛ كما يقول الناس في بلدي..!

* لم تعد هناك ثغرة للمرور والمروق وتضليل الناس باسم الدين والجهاد وما إلى ذلك، ولم يعد هناك مجال لكي يمارس بعض الدعاة المفتنين هوايتهم وغوايتهم في التهييج على الناس، واستغلال القنوات الفضائية، ووسائط التواصل الاجتماعي، ومنابر الجمعة، لشحن النفوس ضد الدولة والوطن والمجتمع السعودي، الذي أصبح يوصم بالإرهاب نتيجة لهذه السلوكيات المنفلتة من عقالها في السابق.

* ذهبت أيام المراوغات والمخادعات، فالذين كانوا يغيرون جلودهم للتلبيس على الناس وتوريطهم؛ ليس بوسعهم تكرار هذه اللعبة مرة أخرى، والمهووسون بالنجومية الجماهيرية على قنوات التواصل الاجتماعي؛ وملايين المتابعين المشتريين بالدولارات؛ لا بد أن ينزلوا إلى أرض الواقع، وأن يودِّعوا زمن الصياح وتأليف الروايات الحزينة، التي تستحلب دموع الطيبين من أعينهم، أولئك الذين يظنون خيراً وصدقاً في كل ما يسمعون، وما يرون من مظاهر الصلاح والتقوى.

* غسل الأموال تحت غطاء العمل الخيري يجب أن يتوقف، والتحريض والتغرير، وما فيه من همز ولمز وغمز، الذي يُدس في دسم برامج حوارية لقنوات فضائية، وصحف إلكترونية، وتغريدات وهمية، ومنابر رسمية وغير رسمية، يجب أن يتوقف الآن، ليحل محله خطاب ديني وفكري وثقافي وسطي، يبني ولا يهدم، ويدعم جهود الدولة في البناء والتنمية، ويعزز سياستها في توطيد الأمن ونشر الرخاء، ويعاضد جهودها في مواجهة الاستهداف الممنهج من أعدائها في أقطاركثيرة.

* جاء الوقت الذي نقف فيه كلنا شعباً وقيادة صفاً واحداً، ونقول للعالم أجمع: لسنا متطرفين ولا إرهابيين، فنحن ضد التطرف والإرهاب، وعلى أعدائنا في شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها، أن يفعلوا مثلنا إن استطاعوا، ولن يستطيعوا..