خسر الهلال نهائي كأس ولي العهد أمام النصر، وبعيدا عن أحقية النصر للفوز والهلال للخسارة، ثمة أمر بدأ الشارع الهلالي يتحدث عنه بعد تلك الخسارة المريرة..! ألا وهو المطالبة بإبعاد سامي الجابر عن قيادة الفريق الأول، مستجيبين بطريقة غير مباشرة لأصوات لم تكن يوما يهمها الهلال أو مصالحه، بل كانت في كثير من طرحها ونقدها معاول هدم للبيت الهلالي بأن سامي يحتاج للوقت حتى يكون مؤهلا لقيادة فريق كالهلال.
علما بأن التاريخ أثبت أن الهلال صنع مدربين مغمورين لم يكن لهم تاريخ ولا وجود سابق مثل نوقيرا وسيدنهو ومدرب اللياقة كليبر، بل إن المدرب البرازيلي أوسكار بدأ حياته التدريبية مع الهلال بدون تاريخ مسبق وغيرهم، وخسر بطولات سهلة مع مدربين عالميين مثل كوبالا وليكينز وهولمان وبيسيرو وباكيتا وكوزمين وكومبورايه وجيرتس، بل إن موسم 2007 انتهى والهلال لم يحقق أي بطولة رغم تعاقب مدربين مشاهير عليه مثل بيسيرو وسيريزو وباكيتا وكان 70% من لاعبي المنتخب من الهلال.
سامي الجابر اللاعب الأبرز محلياً وأسطورة الكرة السعودية الذي عجز ويعجز أي لاعب عن الوصول للإنجازات التي حققها، وهذه المكانة بلا شك كفيلة بأن تمنحه قدرة تدريبية مميزة، لا أقول في المستقبل، ولكن هذا تبين في الحاضر وخلال أول موسم تدريبي له.
ألا يكفي أن هلال سامي فاز بالخمسات على فرق كبيرة كالاتحاد والاتفاق هذا العام.. وبالأربعة على فريق كبير مثل الشباب..؟
ألا يكفي أنه تفوق على مدربين ممن يوصفون بالعالميين وتم التعاقد معهم بعشرات الملايين.. كبيريرا وبرودوم وغيرهما..؟ حينما واصل منافسته على بطولة الدوري رغم أخطاء التحكيم التي خدمت منافسه النصر، التي لولاها لربما حسم الهلال أمر البطولة مبكرا..!؟ وتأهله لنهائي كأس ولي العهد.. بل إن هذه الخسارة في التأهل لا يتحمل مسؤوليتها سامي.. فخطأ الدعيع شخصي وضربة الجزاء غير صحيحة.. وأنانية نيفيز واستسلامه للرقابة لا يتحملها سامي.
سامي قدم في أول موسم له مباريات مقنعة وقوية، وقارنوه للإنصاف مع هلال كومبورايه العام الماضي الذي خسر الدوري مبكرا وقبل نهايته بأربعة أسابيع، وأجزم أنه لولا أخطاء التحكيم للنصر التي شهد بها الجميع لتصدر الهلال وربما أنهى الدوري لصالحه.
من يطالب بإقالة سامي عليه أن يتأمل في فريق الفتح في بداية صعوده للدوري الممتاز حينما كان يهزم بالخمسة والأربعة.. بل هزم بثمانية أهداف من الوحدة الهابط لدوري الدرجة الأولى.. ومع ذلك صبر على مدربه فتحي الجبال لأكثر من خمسة مواسم حتى أثمر هذا الصبر عن بطولة كبيرة وغالية تتمناها كل الأندية وهي بطولة الدوري الممتاز، بل تأملوا في الفتح هذا العام وهو يصارع على الهبوط ومازال الجبال رمزا لكل الفتحاويين ولم يطالب أي فتحاوي بإلغاء عقده.
أعلم تماما أن الفتح ليس الهلال، لكني أيضا أعلم أن الأهلي والشباب والاتحاد والاتفاق صرفت مئات الملايين على مدربيها ومحترفيها ولم تحقق نصف الرصيد النقطي الذي حققه الهلال في الدوري.. ولم تتأهل لنهائي أول بطولة محلية.
الهزيمة في نهائي كأس ولي العهد مؤلمة.. وثقيلة.. ولم تتقبلها نفسية أي هلالي خاصة أنها جاءت من النصر، ووسط ضغوط نفسية من تصدره للدوري (غير المستحق).. لكن هذا لا يعني أن سامي كان سيئا، وأنه مسؤول عن خسارة الكأس أو وصافة الدوري حتى الآن.
وأنا هنا لا أدعو الهلاليين ليضحوا بالبطولات لأجل (بناء) سامي مدرباً.. كما ردد البعض، بل أدعوهم لإنصاف مسيرة سامي هذا العام، وليتذكروا ما قدمه الهلال أمام الاتحاد والشباب والفتح والاتفاق.. وليعلموا أن الهلال إن خسر مع سامي.. فهو خسر مع من هو أشهر منه عالميا وسجلا تدريبيا.