أثارت تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني ضد خصومه في الداخل ردود أفعال قوية من المتشددين في البرلمان والحوزة العلمية في قم، الذين رأوا فيها تجاوزاً على قيم الثورة. وفي أول رد فعل على تجاوز روحاني الذي نعت خصومه بالأميين فوجئ الرئيس روحاني بأن برنامجه التلفزيوني المباشر قد تأخر لمدة ساعة بسبب ضغوط أصولية فرضت على رئيس المؤسسة عزت الله ضرغامي بعدم بث المقابلة المباشرة في الوقت الذي تختاره الحكومة والمذيع المقرب من الحكومة، بل يجب أن يقوم التلفزيون بتعيين الصحفي الذي سيجري المقابلة مع الرئيس روحاني. وقد تسبب الجدل بين الرئيس حسن روحاني ورئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون عزت الله ضرغامي في تأخير اللقاء التلفزيوني مع الرئيس حسن روحاني مساء الأربعاء ساعة كاملة. وتقول وكالة إيرنا الحكومية إن رئيس مؤسسة الإذاعة رفض أن تبث المقابلة بعد أخبار الساعة التاسعة مباشرة بسبب إصرار مكتب الرئاسة على تعيين مذيعة مقربة من الرئيس حسن روحاني، فيما تصر مؤسسة الإذاعة والتلفزيون على أن المذيع يجب أن يتم انتخابه من قبل المؤسسة، وليس الرئاسة الإيرانية، وبسبب ذلك الجدل طلب رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون من مجلس المراقبة ضرورة تعيين مذيع ليتولي مسؤولية إجراء الحوار مع الرئيس حسن روحاني. وجاء الحوار للرد على موقف الحكومة من الاعتراضات الأصولية؛ إذ اتهم الرئيس روحاني خصومه بالأمية وعدم الفهم العلمي لاتفاق جنيف النووي. تصريحات الرئيس روحاني وصفت خصومه المحافظين بالأمية وعدم التأهيل العلمي بسبب انتقاداتها المتواصلة لسياسة الحكومة واتفاقها مع الدول الكبرى على اتفاق جنيف النووي، كما اتهمت تصريحات الرئيس روحاني المحافظين بأنهم شخصيات معدودة تدعي تمثيل الشعب، والحقيقة أنهم ليسوا كذلك. ودعا الرئيس روحاني أساتذة الجامعات وغيرهم إلى الإدلاء بدلوهم وعدم الانزواء خوفاً من العقوبات الأمنية. وخلال تصريحاته للتلفزيون الإيراني بيّن الرئيس روحاني أن الحكومة تتحرك وفق إرشادات علي خامنئي مرشد النظام الإيراني في الجانب النووي والسياسي، وقد واصل المحافظون تنديداتهم بتصريحات روحاني ودعوا إلى مناظرة تلفزيونية لتعرية اتفاق جنيف، خاصة أن أمريكا تدعي أن اتفاق جنيف سيؤدي إلى تجميد النشاط النووي الإيراني. وفي هذا السياق اتهم رئيس مؤسسة الإمام الخميني للحوزة العلمية في قم جنوب طهران محمد تقي مصباح يزدي الرئيس الإيراني روحاني بإلاق الأكاذيب وقسوة القلب والنقمة على الشعب. وقال يزدي - وهو المسؤول عن حزب الاستقامة الأصولي - ردًّا على كلمة أدلى بها روحاني أمام رؤساء الجامعات، اتهم فيها منتقدي الاتفاق النووي بالأمية، إنه يريد المتاجرة بدماء الإيرانيين لأهداف دنيوية. وأضاف بأن وعود الحكومة بتوفير الرفاهية كلها أكاذيب لن تتحقق. وخاطب مصباح يزدي المسؤولين في حكومة روحاني قائلاً: تبيعون الشعب، وتهدرون دماءه بهدف استرجاع حفنة من الدولارات التي هي في الحقيقة من أموالكم. لا، هذا لن يتحقق، فأنتم تحلمون.