المجموعة القصصية «بعد الثمانين» تأليف حورية مورشي تحكي معاناة من نوع خاص، تقول في جزء منها:
أطل فجر العام الثالث فإذا بالزوج الشيخ يحن إلى شبابه الأول، ويزداد إقبالاً على الحياة في نهم شديد، حتى أنه ليتصابى في لباسه وحركاته وتصرفاته، وينظر بعين الشباب إلى زوجته فإذا بها عجوز، لا تنفعه، وهو الذي لا يزال شاباً في قلبه المتوهج في داخله. ولأن الرغبة في أن يعيش شباباً آخر تطغى عليه، وتملأ سمعه وبصره وفؤاده، تحولت مودته لزوجته إلى كره مقيت؛ فهي تعجل أجله بأعوامها الستين، ولا بد له من تدارك خطر الفناء في أسرع وقت.. وتساءل بينه وبين نفسه: ما الذي يعيدني إلى شبابي مرة أخرى؟
لم يتعب كثيراً في التفكير؛ إذ قفز مرحاً وهو يردد: بالطبع امرأة في العشرين أو الثلاثين!
سكنت هذه الأفكار ذهنه لا تبرحه؛ فبدأت تصرفاته تجاهها تتغير وفق أفكاره، ولم يتردد في شتمها والحط من قيمتها وإذلالها بكل السبل، وهي صابرة عليه مندهشة لانقلابه المفاجئ.