كتاب مفهوم الرزق في ضوء الكتاب والسنة عرض لقضية مهمة من القضايا التي تهم جميع الطبقات والأصناف والطوائف بالمجتمع.
الكتاب من تأليف بشار محمد رضا القهوجي، وصدر عن دار الوراق ودار النيربين.
يقول المؤلف: المطلوب من الإنسان السعي، لكن يجب أن يعلم مع سعيه أن ما سجنيه ليس من كده ومهارته، ولا يتعلق الأمر بالذكاء، ولا بالإمكانات، كذلك لا يتعلق الأمر بالمواهب ولا بالموروثات، إنما هو مما قدر الله له بحكمته العلية وعلمه القديم. فالرزق إذاً مقسوم، ولكن العمل له واجب.
الإنسان في طلبه للرزق يجب أن يكون هدفه الرازق أولاً لا الرزق؛ لأنه يفعل ذلك امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى.
يقول الله تعالى في سورة الجمعة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.
وتحت عنوان (طلب الرزق وسيلة لا غاية) يقول المؤلف: إذا ما انقلبت الغاية إلى وسيلة وأصبحت الوسيلة غاية فقد اختلت الموازين، وتعطلت المقاصد، وتاهت الأهداف؛ فيصبح الإنسان يُشقي نفسه ليل نهار بما ضمنه الله له، ويخاف على أجله الذي وقَّته الله له، وينسى ما طلب الله منه من واجبات تُدخله جنات الخلد.
يقول ابن عطا الله السكندري «اجتهادك فيما ضُمن لك، وتقصيرك فيما طُلب منك، دليلٌ على انطماس البصيرة منك».
عندما يقرِّر الإسلام أن الله فضَّل بعض الناس على بعضهم الآخر في الرزق لحكمة لا يعلمها إلا هو، كان هذا أدعى ألا يترك في النفوس أدنى ذرة من الامتعاض والاعتراض على حكمته وتصريفه للأمور.