يمكنك اكتشاف ذلك من خلال، الملوّنات والسكريات الضارة والحلويات الرديئة المليئة بالأصباغ، والتي توضع على الألواح المنخفضة لمستوى نظر أي طفل يدخل مع والديه (السوبر ماركت) أو بقالة الحي؟!.
بالطبع هناك (تراخي واضح) في الحد من انتشار الأصباغ والملوّنات الضارة لصحة (أطفالنا)، والمبرّر أنّ (كمياتها) مقنّنة ومحدّدة، وأنا شخصياً اعتقد أنّ ضبط مستويات (التلوُّن والتغيير) وتأثيرها على صغار السن، لا يمكن السماح به كون الأطفال قد يتناولون كميات أكبر، وتكثر معها السموم التي تدخل إلى أجسامهم الصغيرة ومناعتهم التي لا تستطيع محاربة ومقاومة كل هذه السموم (دفعة واحدة)!.
السؤال الذي يؤرق (الآباء الغربيين) الآن كيف يمكن إقناع الأطفال بتناول السبانخ والجزر (لفائدتهما الصحية)؟! بينما شعار الآباء في مجتمعنا (كيف يمكن إرضاء الطفل وتأمين ما يشتهي) ليس لكي لا يشعر (الصغير) بالفرق والنقص مع أقرانه؟! بل لكي يشعر الأب أنه (قام بكل ما هو مطلوب لتربية صغيره)؟!.
هناك فرق نفسي واجتماعي كبير بين (الشعارين أعلاه)، الغربيون يلجؤون لدراسات مقنّنة، لمعرفة السلوكيات والنفسيات لمساعدة الطفل على تناول طعام (مفيد)، أما نحن نعتقد أنّ تناول وحصول الطفل على ما يشتهي (تبعاً) لمغريات الإعلان أو العرض أو محاكاة الأقران، كاف وهو (الأهم) في ثقافتنا العربية؟!.
تقول نتائج أحدث الدراسات الغربية (إجبار الأطفال على تناول أطباق معيّنة لكونها - صحية - فقط، يُولد لديهم الشعور بأنّ كل ما هو صحي لا يحبونه)، مما يتطلّب تغيير سلوك عرض الطعام على الطفل بعيداً عن تصنيفات (الضرر) المباشرة !.
وهنا يلفت العلماء إلى ضرورة ربط الطعام الصحي بذكريات ومؤثرات جميلة، لأنّ المخ يتذكر اللحظة بالطعم والذّوق، فمثلاً عند التنزه في عطلة نهاية الأسبوع (من الخطأ تناول البطاطس والهامبورجر) مع الأطفال، ومن ثم محاربتها بقية أيام الأسبوع، لأنّ الذاكرة رحبت وربطت بين اللحظة والطعم!.
بل إنّ أعجب ما توصلت إليه دراسات (طعام الصغار) هو تأثير الأم على طفلها بسبب ما تأكله، لأنه يتعوّد على الشعور (بذات الطعم والذّوق) الذي شعرت به (أمه) عندما كانت حاملاً به!.
نتائج مُذهلة تبقينا حول (ماذا يجب أن يأكل أطفالنا)، وتفتح طرقاً جديدة لكيفية تسويق الطعام الصحي والجيد ليحبه (الصغار) ويقتنعوا بفوائده؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.