تجار (المسلمين) في العصور المتقدمة نشروا الدين في أرجاء (المعمورة) بمعاملتهم الحسنة وأمانتهم وصدقهم، كانت (هجرتهم) في ذلك العصر: تجارة، ودين؟!.
اليوم أمام أكثر من (100 ألف سعودي وسعودية) يدرسون في الخارج فرصة كبيرة ومماثلة، لإحداث تغيير في نظرة الغرب والأمريكان نحو المجتمع السعودي والمسلم!.
لن أكون (مثالياً)، وأطالب أن يكون جميع المبتعثين والمبتعثات (سفراء نوايا حسنة) ودعاة، فمهمتهم (الأساسية) التي اغتربوا من أجلها هي (طلب العلم) بلا شك، ولا اطلب منهم غير ذلك، ولكن لدينا فرصة كبيرة ورائعة يمكن أن تترك (أثراً حسناً) بمعاملتنا، واخلاقنا، هناك صور وأدوار عديدة يفهمها المبتعث أكثر من غيره يمكن أن تصحح المفاهيم الخاطئة عنا كشعوب مسلمة؟!.
أعتقد لو أن كل (مبتعث) أو (مبتعثة) كتب فقط أحداث يومياته، وكيف يعيش ويواجه المجتمع والحياة بشكل عصري وبكل ثقة ليتأقلم مع الآخر بمفاهيمه التي يؤمن بها وثوابته التي يعتقدها ويعتز بها، وبعد فترة من الزمن حاول إعادة صياغة هذه الأحداث بطريقة (متسلسلة ومشوقة)، سينتج لدينا أسلوب قصصي، يثري الخزينة المعرفية لدى الآخرين عنا، خصوصاً وأن (شبان الغرب) لازالوا يحرصون على القراءة!.
وبالمناسبة يفترض أن أبناء وبنات العم (سام) يقرؤون بدءاً من الغد قصة (ميس مارفل) وهي قصة مصورة جديدة، وزعت في معظم دور النشر الغربية والأمريكية في فبراير، ومن المنتظر أن تساهم في تغيير نظرة المجتمع الغربي عن المسلمين!
المراهنة على نجاح و تأثير (حكاية مارفل) على الشابات المسلمات في الغرب تكمن في نقطتين: الأولى أن مجموعة (مارفل) الشهيرة للنشر هي من تصدر القصة، وهي دار معروفة بإصدار قصص عالمية مثل الرجل العنكبوت (سبايدرمان) والرجل الأخضر، وكابتن أمريكا، والنقطة الثانية أن الكاتبة هي فتاة أمريكية (من أصول باكستانية) اعتنقت الاسلام فعلاً، وتكتب عن واقعها أو قصتها!.
القصة تتحدث عن (أزمة الهوية) للشابة المسلمة في مجتمع مفتوح ومتعدد العلاقات، وتقترب من الواقع حسب مؤلفتها (كمالا خان) لتعكسه كحقيقة مجردة!.
أتمنى أن أقرأ (قريباً) قصة (سعودية) تعكس الواقع، وتدعو للاعتزاز، لتغير نظرة البعض منا عن (مبتعثاتنا) أولاً، وتصحح نظرة الآخرين عنا كمجتمع مسلم ثانياً!.
وعلى دروب الخير نلتقي.