كتب - سلطان الحارثي:
تختتم (الجزيرة) تحقيقها مع (النقاد) عن مدى استفادة الأندية السعودية من تواجد رباعي أجنبي في كل فريق بعد أن تطرقنا لهذه القضية مع اللاعبين والمدربين, واليوم نستضيف كلا من الزميل عادل عصام الدين الكاتب الرياضي المعروف, ومحمد السراح عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق.
البداية كانت مع الزميل عادل عصام الدين الذي أكد أن الفرق السعودية لم تستفد من اللاعبين الأجانب الذين تم استقطابهم, وقال: كان بالإمكان أن يكون هناك نوع من الترشيد في هذه المسألة, بمعنى أن صرف المبالغ العالية على أربعة لاعبين يكون على لاعبين فقط ويكونان على مستوى عال, ولكن المشكلة أن اللاعب الأجنبي لدينا أصبح لا يقدم المستوى المأمول منه, ولو سألتني عن أسماء اللاعبين الأجانب المميزين في الدوري الحالي لما استطعت أن أعد أكثر من لاعبين مثل حسن الطير ونيفيز.
وأضاف: اللاعبون يصنفون لعادي وماهر وبارع وسوبر ستار ومبدع وعبقري وأسطورة, وأنا أعتقد بأن اللاعب الأجنبي إن لم يكن سوبر ستار فلا ينبغي جلبه, ولكن الواقع يقول إن معظم اللاعبين الأجانب الموجودين حاليا عاديون لا يختلفون عن اللاعبين السعوديين, وبالتالي هذا لا يفيد الكرة السعودية, فاللاعب الأجنبي إن لم يتفوق على اللاعب السعودي فأنا أعتبر قدومه لا فائدة منه.
وأشار الى أن إدارات الأندية تبحث فقط عمن يكمل التشكيلة, وقال: اللاعب الأجنبي لا بد أن يأتي ليستفيد منه اللاعب الناشئ, ويستفيد منه الفريق الأول على مستوى تحقيق النتائج, وهذا ما لم يحدث.
وأوضح أنه مع تقليص عدد اللاعبين الأجانب, وقال: أنا أؤيد ما حدث في قطر مؤخرا, حيث اختصروا تواجد اللاعب الأجنبي على لاعبين فقط, وهذا ما ينبغي أن يتبعه اتحاد القدم السعودي في المسابقات السعودية, وأنا أتمنى وجود لاعبين فقط, مع منح الفرق المشاركة آسيويا فرصة تسجيل لاعبين آخرين يشاركان فقط على المستوى الآسيوي, ولعل هذا الأمر أصبح مطلبا ضروريا.
واستشهد عصام الدين بتصريح لبلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم, وقال: بلاتر حينما تحدث عن مشكلة كرة القدم الإنجليزية وجه نقدا مباشرا وصريحا للتوجه الإنجليزي لعدم الاهتمام باللاعب المحلي وسيطرة اللاعبين الأجانب, وهذا أثر على حضور المنتخب الإنجليزي الذي يعاني من ضعف في كل المراكز لأن فرق الدوري فيه تعتمد على اللاعبين الأجانب, وهذا الأمر أصبح موجود لدينا, فالعمود الفقري الذي يشكل أهم سبب فني لتفوق أي فريق يوجد فيه خلل على مستوى المنتخب السعودي, وذلك بسبب عدم وجود لاعبين سعوديين يملؤون هذا العمود الفقري في كل الأندية, ولو سألتني عن صناعة اللعب في الفرق السعودية فسوف أقول ليس هناك إلا يحيى الشهري وهو ليس باللاعب السوبر ستار حتى الآن, أيضا هناك خلل على مستوى قلب الدفاع, فليس هناك مدافع سعودي يشار إليه بالبنان.
وشدد على أن الأندية السعودية تصرف الكثير من المبالغ المالية على اللاعبين وهي ليس لديها إيراد تعتمد عليه, وقال: في الأندية السعودية المصروفات هائلة والإيراد معدوم, وهذا الجانب يجب ألا نغفل عنه.
وحول مدى تأثير اللاعب الأجنبي في بروز اللاعب السعودي, قال: وجود أربعة لاعبين أجانب في الفرق السعودية كثير ومؤثر على اللاعبين السعوديين, فوجود أربعة أجانب يعتبر وقوف حجر عثرة دون وصول لاعب سعودي لهذا المركز, والأصح من وجهة هو تواجد لاعبين أجانب فقط, فالأندية في زمن ماض كانت تعتمد على ثلاثة لاعبين أجانب, وجاءت فترة كانت الأندية لا تعتمد إلا على لاعب فقط, فالهلال حينما جاء بريفالينو اعتلى بالفريق, ولا يمكن أن يأتي لاعب مثله, وفي الاتحاد جاء أحمد بهجا ووحده حقق للاتحاد ثلاث بطولات في موسم واحد, ولولا الله ثم بهجا لما تحققت تلك المنجزات».
وبيّن عصام الدين أن نسبة تأثير اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي، قياسا على المبالغ الباهظة التي تصرف عليهم لا تتجاوز 30%.
من جهته, عارض محمد السراح عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق تقليص عدد اللاعبين الأجانب وقال: وجود رباعي أجنبي يشكل ثلث الفريق, وهذا معناه أن أي فريق يوفق في رباعي أجنبي مميز يختصر لنفسه المسافات ويحقق المراد الفني بتواجدهم, ولعلنا نشاهد أي فريق يضم لاعبا أو اثنين أو ثلاثة أجانب مميزين يكون وضعه مختلفا عن البقية, حيث يتميز ويكون له شخصية ويتأثر بتواجد لاعبيه الأجانب.
وأضاف: «الفرق السعودية تعاني على مستوى اختيار اللاعبين الأجانب المميزين, وهذه لها شقان, إما أن يكون اللاعب الأجنبي مميزا ولكنه لا يتأقلم على أجواء السعودية, وهذه مشكلة تواجهنا, وإما أن يكون اللاعب الأجنبي غير جيد.
وأشار السراح إلى أن تواجد رباعي أجنبي يأتي توافقاً مع متطلبات الاتحاد الآسيوي, وقال: حينما تكون هناك مشاركات آسيوية للفرق السعودية فلا بد من وجود أربعة لاعبين أجانب, وهذا يحتم علينا وجود رباعي أجنبي, وعلى الرغم من أنه ليس إجبارياً ولكنه يعتبر دعماً للفرق المشاركة آسيوياً حتى تتكافأ الفرص مع بقية الفرق المشاركة آسيوياً.
وتابع: أعي وأدرك أن تواجد رباعي أجنبي مميز يكلف الأندية مالياً, وقد يكون على حساب بروز لاعبين سعوديين, وقد يكون اختيار رباعي أجنبي مميز صعباً جداً, ولكن لا بد أن يبتعد اتحاد القدم السعودي عن الحرج ويحقق تكافؤ الفرص مع بقية الفرق المشاركة آسيوياً, ولا يكون ضد الأندية في هذه المشارك».
وأوضح السراح أن أندية كثيرة لم تستفد من الرباعي الأجنبي الذي تقوم باختياره, مشيراً إلى أن هذا طبيعي جداً.
واقترح السراح على اتحاد القدم أن يقلص عدد اللاعبين الأجانب في مسابقة ولي العهد وكأس الملك, وقال: أتمنى أن يتقلص عدد اللاعبين الأجانب في مسابقتي كأس ولي العهد وكأس الملك للاعبين أجنبيين فقط, ويكون حضور اللاعب المحلي هو الطاغي خاصة أن هاتين المسابقتين قصيرتان, وبهذا الأمر نتيح للاعب المحلي المشاركة في هذه المسابقات, وندعم الأندية المشاركة آسيوياً».
وعن مدى تأثر الكرة السعودية بتواجد رباعي أجنبي في كل فريق, قال: بالتأكيد لهم تأثير, ولكن ليس لهم تأثير كامل, وأعتقد أن نسبة تأثيرهم سلبياً على الكرة السعودية يصل إلى 20%».
وبيّن السراح أن نسبة نجاح اللاعب الأجنبي في الدوري السعودي خلال المواسم السابقة لا تتعدى الـ40%, وقال: في معظم الأندية لا نجد إلا لاعبا أو لاعبين يؤثران في نتائج فرقهما, وهذا لا يمنع من أن هناك فرقا استفادت من الرباعي الأجنبي وأصبحوا مؤثرين.