عيَّن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأميرال في البحرية مايكل روجرز مديراً لوكالة الأمن القومي الأمريكية التي تواجه انتقادات منذ أن كشف مستشارها السابق إدوارد سنودن عن عمليات تجسس تقوم بها على نطاق واسع. وقال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل في بيان إنها لحظة كبيرة بالنسبة إلى وكالة الأمن القومي، ونائب الأميرال روجرز يجلب كفاءات استثنائية وفريدة إلى هذا المنصب، فيما تواصل الوكالة مهمتها الأساسية وتنفذ إصلاحات الرئيس أوباما.
وتواجه وكالة الأمن القومي انتقادات منذ الكشف عن المعلومات التي سربها سنودن عن برامج المراقبة الإلكترونية التي تطبقها.
ولتهدئة الجدل واحتواء غضب قسم من الرأي العام الأمريكي والحلفاء أعلن أوباما في 17 يناير عزمه إجراء إصلاحات لتحديد أطر لعمل الوكالة في بعض المجالات. وسيتولى روجرز هذا المنصب خلفاً لكيث ألكسندر الذي يترأس الوكالة منذ 2005. ويتولى روجرز حالياً قيادة الأسطول الأمريكي الإلكتروني الذي يشرف على أنشطة اختصاصيي الحرب الإلكترونية في البحرية الأمريكية. كما عمل ثلاثين عاماً في مجال التشفير وإشارات الاستخبارات.
ويتوقع متتبعون أن تهيمن قضايا التجسس لوكالة الأمن القومي على جلسات الاستماع إليه في الكونغرس لتثبيته في منصبه الجديد، وما إذا كان اختراقها لحركة الإنترنت والاتصالات الهاتفية ينتهك الحق في الخصوصية وقيم الديمقراطية.
وأكد هيغل ثقته بأن الأميرال روجرز يتمتع بالحكمة اللازمة للمساعدة في إيجاد توازن بين المتطلبات الأمنية وحماية الحياة الخاصة والحرية في العصر الرقمي. وعلى غرار ألكسندر لن يتولى روجرز قيادة وكالة الأمن القومي الواسعة النفوذ فحسب، بل سيكون أيضاً رئيس القيادة العسكرية الإلكترونية المكلفة بضمان أمن معلومات الجيش. وكان عدد من المسؤولين قد طالبوا بتعيين شخصين مختلفين في المنصبين. لكن الرئيس أوباما أصر على إبقائهما ممثلين في شخص مسؤول واحد. كما رفض أوباما تعيين مدني على رأس وكالة الأمن القومي. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن النائب الجديد للرئيس الجديد لوكالة الأمن القومي سيكون ريتشارد ليغيت؛ ما يجعله أكبر مسؤول مدني في الوزارة يعمل قائداً للعمليات.
هذا، وكان ليغيت قد تولى إدارة الفريق المكلف بالمتابعة الإعلامية لتسريبات سنودن، وقد صرَّح في ديسمبر الماضي لإحدى محطات التلفزيون بأنه سيكون منفتحاً على حوار مع سنودن بشأن عفو ممكن عن المستشار السابق للاستخبارات مقابل تقديم معلومات كاملة عن الملفات التي استولى عليها ومكان وجود الملفات حالياً. وكان قادة أجهزة الاستخبارات الأمريكية قد دعوا الأربعاء سنودن إلى إعادة الوثائق التي أخذها من هذه الوكالة ونشر بعضاً منها، مؤكدين أن ذلك يشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي. وأعلن مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر أثناء جلسة استماع أمام أعضاء لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ أن سنودن يؤكد أنه كسب، وأن مهمته أُنجزت. إذا كان ذلك صحيحاً أطلب منه ومن شركائه إعادة الوثائق التي لم تُنشر بعد؛ لكي نحول دون أي ضرر إضافي لأمن الولايات المتحدة.
من جهته أعلن مدير الاستخبارات العسكرية الجنرال مايكل فلين أمام اللجنة نفسها أيضاً أن تصرفات إدوارد سنودن اللاجئ في روسيا تطرح تهديداً خطيراً على أمن أمريكا القومي.