تحول مردود حكام المسابقات المحلية وأخطاؤهم المتكررة أسبوعيا إلى القضية الأولى التي شغلت الرأي العام واستحوذت على أحاديث متابعي الكرة بشكل يومي؛ سواء عبر وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة أو المكتوبة، وأيضا بكثافة على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر)، وهذه الأخيرة استخدمت كوسيلة ضغط رهيب وإطلاق سيل جارف من الهجمات المحمومة تجاه الحكام..! بالإضافة للتصريحات التي يطلقها إداريو ولاعبو الفرق، وتعداها الأمر إلى المواجهات المباشرة من قبل رؤساء الأندية مع الحكام قبل وأثناء وبعد المباريات..! ليزيد ذلك من الضغوط النفسية على قضاة الملاعب بصورة أكبر خاصة مع احتدام المنافسة على لقب الدوري فتحولت تلك الضغوط إلى ما يشبه الـ(phobia) أو (الرهاب) لدى عدد كبير من الحكام وتحديدا في مسألة احتساب ضربات الجزاء..! فرأينا هروبا واضحا عن اتخاذ قرارات احتساب ضربات جزائية واضحة وصريحة في عدد من المباريات نتيجة لذلك..! ولعل (أقرب) الأمثلة عدم احتساب جزائية صريحة للعروبة أمام النصر وأخرى للفتح أمام النصر وأيضا عدم احتساب ضربة جزاء للتعاون واضحة أمام الهلال ومثلها للهلال في نفس المباراة..!
والمشكلة الأكبر أن عدداً من مسئولي اتحاد الكرة ومن ضمنهم رئيس لجنة الحكام الرئيسية عمر المهنا يعتقدون أن الدعوة لوضع الثقة بالحكم المحلي هو الحل الأنسب لتجاوز هذه الوضعية الخطيرة التي يمر بها الحكام، ولكن الواقع يقول إن الثقة تأتي من مردود الحكام أنفسهم وأدائهم طوال الموسم وليس العكس، ولكن ما يحدث يؤكد أن الحكام يعانون أكثر من رئيس اللجنة بالتالي فهم بحاجة لإعداد بدني ونفسي من قبل متخصصين في علم الإعداد البدني وعلم النفس الرياضي قبل انطلاقة الموسم الرياضي القادم على أن يتم إبعادهم تماما عن إدارة أي مباراة هذا الموسم يكون طرفاها النصر والهلال..!
عموما الحالة التي يمر معظم الحكام المحليين الذين ارتكبوا أخطاء كبيرة ونتج عنها ردود أفعال قوية هم بحاجة لعلاج - كما يؤكد علم النفس- بالمواجهة مع مصدر الخوف وهذه تتم إما بالتدريج أو بالمواجهة المباشرة مع المصدر.