رغم جلوسه على مقاعد البدلاء لفترات طويلة عبر عام 2013 وعدم مشاركته إلا نادراً مع فريق ريال مدريد الإسباني لكرة القدم، ما زال حارس المرمى العملاق إيكر كاسياس قادراً على تحطيم الأرقام القياسية وترك بصمة واضحة قد تساعده في الدفاع عن عرين المنتخب الإسباني في كأس العالم 2014 بالبرازيل. وعلى مدار شهور طويلة، لم يجد كاسياس فرصة للمشاركة في التشكيلة الأساسية لفريقه إلا من خلال مباريات كأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا بينما لا تزال حراسة مرمى الفريق في مباريات الدوري الإسباني محجوزة لزميله دييجو لوبيز. لكن هذا لم يسرب اليأس إلى نفس كاسياس الذي حرص على ترك بصمة مع الريال في كل مباراة يشارك فيها وأسهم بقدر رائع في بلوغ الفريق للمربع الذهبي بكأس إسبانيا وللدور الثاني في دوري أبطال أوروبا. كما واصل كاسياس هوايته في تحطيم الأرقام القياسية بعدما حافظ على نظافة شباكه في مباراة الفريق التي انتهت بالفوز صفر/1 على اسبانيول مساء أمس الثلاثاء في إياب دور الثمانية لمسابقة الكأس. وبهذا، حافظ كاسياس على نظافة شباكه في المباريات التي يشارك فيها لمدة 682 دقيقة متتالية ليكون أول حارس في الريال يحقق هذا. واجتاز كاسياس بهذا العدد من الدقائق المتتالية الرقم السابق لحراس مرمى الفريق والذي اقتصر على 658 دقيقة متتالية بلا أهداف وكان مسجلاً باسم الحارس السابق باكو بويو في موسم 1995/1994م. وكانت آخر مرة اهتزت فيها شباك كاسياس مع الريال في 27 تشرين ثان/نوفمبر الماضي وهو الهدف الذي سجله التركي أوميت بولات نجم جالطة سراي التركي في مباراة فاز فيها الريال 1/4 على استاد «سانتياجو برنابيو» بالدور الأول لدوري الأبطال الأوروبي. وعلى مدار المباريات السبع التالية لكاسياس مع الفريق، حافظ الحارس العملاق على شباكه دون أن تهتز سواء في دوري الأبطال أو في كأس إسبانيا حيث فاز الفريق على كوبنهاجن الدنماركي 2/صفر وتعادل سلبيا وفاز 2/صفر على أولمبيك تشاتيفا ثم فاز 2/صفر في كل من مباراتي الذهاب والإياب أمام أوساسونا 1/صفر و في كل من مباراتي الذهاب والإياب أمام اسبانيول في كأس ملك إسبانيا. وشهدت مباراة الذهاب أمام اسبانيول تحطيم الرقم القياسي السابق لكاسياس نفسه في الحفاظ على نظافة شباكه والبالغ 518 دقيقة. وبرهن كاسياس بهذا على أنه لا يزال قادراً على ترك بصمته في الملاعب وأن عدم مشاركته في مباريات الدوري مع الريال لم يبه بالصدأ بل زاده إصراراً على التألق في المباريات القليلة التي يشارك فيها مع الفريق. ومع تألق كاسياس مع الريال في مباريات الدوري ، يبدو الحارس العملاق مرشحاً بقوة لحراسة مرمى المنتخب الإسباني في مونديال 2014 بالبرازيل رغم التكهنات التي سادت سابقاً بأنه قد لا يجد له مكاناً في التشكيلة الأساسية في ظل حرص المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للفريق دائماً على الاستعانة باللاعبين الجاهزين الذين يشاركون بانتظام في المباريات. وعانى كاسياس من الإصابة بكسر في أحد أصابعه في أواخر عام 2012 ليتعاقد الريال مع دييجو لوبيز، ثم دخل بعدها كاسياس في دوامة من المشكلات مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للفريق في الموسم الماضي ليحرم كاسياس من المشاركة في المباريات لصالح لوبيز. وبينما توقع كثيرون أن يستعيد كاسياس مكانه في الموسم الحالي مع تولي المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي المسؤولية خلفاً لمورينيو، فوجئ كاسياس والجميع بأن شيلوتي يسير على نهج مورينيو نفسه ويعتمد بشكل أساسي على لوبيز. لكن هذا لم يضعف ثقة دل بوسكي في الحارس العملاق كاسياس حيث استعان به في العديد من المباريات وكان كاسياس عند حسن الظن به في الفترة الماضية ليظل مرشحاً لحراسة مرمى الفريق في رحلة الدفاع عن لقبه العالمي بالمونديال البرازيلي.