إعداد - سلطان الحارثي:
تستكمل «الجزيرة» مناقشة محور كثرة اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي مع المدربين بعد أن ناقشتها الأسبوع الماضي مع اللاعبين, وقد استضفنا كلا من المدرب القدير خليل الزياني والدكتور عبد العزيز الخالد وعبد اللطيف الحسيني, وكانت كل الآراء تؤيد تقليص عدد اللاعبين الأجانب.
الزياني: بعض اللاعبين الأجانب وجودهم كعدمه
البداية كانت مع المدرب الوطني القدير خليل الزياني الذي أكد أن 4 لاعبين أجانب في كل فريق عدد كثير, وقال: اللاعب الآسيوي ومنذ إقراره ونحن لم نستفد منه, بل فرض علينا من الاتحاد الآسيوي في فترة رئاسة الأخ محمد بن همام, ولكن أنا أعتقد أنه لم يقدم شيئا, ولم يضف للكرة السعودية شيئا يذكر, وإذا استثنينا اللاعب الآسيوي فإن 3 لاعبين أجانب عدد معقول خاصة ان الاختيار دائماً ما يكون بشكل عمودي (مدافع ووسط ومهاجم), وهذا شيء جيد وله إيجابيات إذا حضر لاعب على مستوى عال أما اللاعبون الحاليون فمعظمهم لا يؤخر ولا يقدم.
وأشار إلى أنه يتفق مع من يقول ان وجود اللاعب الأجنبي في بعض المراكز له تأثير سلبي على المدى البعيد بالنسبة للكرة السعودية, وقال: «في كل ناد من الأندية السعودية هناك لاعب أجنبي مهاجم, وهذا معناه أن هناك أربعة عشر لاعبا أجنبيا في الدوري السعودي مقسمون على كل ناد, وهذا يؤثر على الكرة السعودية، وسوف نبحث عن مهاجم ولن نجد خاصة وإن الكثير من الأندية بدأت تلعب بمهاجم واحد فقط, وما ينطبق على الهجوم ينطبق على صناعة اللعب والارتكاز وقلب الدفاع, وهذا عكس السابق, فقد كان هناك لاعبون في كل مركز على مستوى عال جدا، مشددا على أن اللاعب الأجنبي لا بد أن يكون مفيداً.
وتابع: اللاعب الأجنبي ان لم يكن على مستوى عال, وله اسمه, وإمكاناته كبيرة, وإن لم يستفد منه اللاعب السعودي استفادة كبيرة فإنني أرى أن حضور 3 لاعبين أجانب كثير على الكرة السعودية, خاصة أن هناك إهدارا للأموال وفي المقابل الفائدة معدومة.
وحول مدى تأثير اللاعب الأجنبي على الكرة السعودية, قال: هو أثر بالإحلال, فوجود لاعب أجنبي كان على حساب لاعب محلي قد يستفيد منه الفريق ويستفيد منه المنتخب, خاصة ان بعض اللاعبين الأجانب فائدته معدومة, ولم يؤثر على اللاعب السعودي بالإيجاب, وهذا الرأي لا ينطبق على كل الأندية, فهناك أندية جاءت بلاعبين لهم قيمتهم مثل تياغو نيفيز الذي يمتلك كل المواصفات, أيضاً فريق الفتح العام الماضي استفاد من سالمون والتون بشكل كبير جدا.
وعن نسبة نجاح اللاعبين الأجانب خلال هذا الموسم, أجاب: ليست كثيرة خاصة ان النتائج متأرجحة وغير ثابتة, وغالبية اللاعبين الأجانب لم يثبتوا قدراتهم في الكثير من الأندية.
وختم الزياني حديثه بالتأكيد على أنه مع تقليص عدد اللاعبين الأجانب لثلاثة أو لاثنين بشرط أن يكونوا على مستوى عال, ويتم اختيارهم بعناية ودقة, ويكونوا مؤثرين بحيث يستفيد منهم اللاعب السعودي.
الحسيني: أنا مع تقليص العدد
من جهته, أيد المدرب الوطني عبد اللطيف الحسيني تقليص عدد اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي, مؤكداً أن عددهم كثير, وقال: دائماً أحب أضع الشواهد, فنحن سبق وأوقفنا استقطاب اللاعب الأجنبي لمدة 10 سنوات من عام 1403 إلى 1413هـ, وأصبحت فرصة اللاعب السعودي أكبر, وقد برز أكثر من لاعب سعودي وبهم حققنا نتائج إيجابية كبيرة في المنتخبات, مثل سامي الجابر وفهد المهلل وسعيد العويران وطلال المشعل وعبيد الدوسري ومشعل التركي وغيرهم الكثير من الأسماء التي برزت باختفاء اللاعب الأجنبي.
وأضاف: في البداية استقطبنا لاعبين أجنبيين فقط فكان المستوى أفضل, فزدنا العدد لثلاثة فقل المستوى, وحينما زدناهم أربعة (انحط) المستوى, ولذلك أتمنى تقليص اللاعبين الأجانب لاثنين, حتى تكون الأندية حريصة بشكل أكبر على استقطاب اللاعبين الأجانب الجيدين مثل نيفيز في الهلال ومحمد حسين في النصر والتون في الفتح وأيوفي في التعاون, وحتى يقل الهدر المالي.
وأشار الحسيني إلى أن الأندية تستقطب 4 لاعبين أجانب ولا يتميز إلا لاعب واحد, وقال: بقية اللاعبين يعتبرون جيدين ولكنهم ليسوا مؤثّرين ولا يحدثون الفارق بدليل عدم تأثيرهم على أنديتهم في آسيا.
وشدد على أن وجود رباعي أجنبي أثر وبشكل مباشر على اللاعبين المحليين وبالتالي أثر على الكرة السعودية, وقال: في إحدى المرات التي كنا نلعب فيها مع منتخب البحرين في المحلق للتأهل لكأس العالم كان رباعي الوسط في فريق الشباب طارق التايب ولاعب أسترالي وكماتشو ولاعب سعودي, وفي الهلال كان يوجد رادوي ونيفيز وويلهامسون ولاعب سعودي, وفي النصر حسام غالي ولي شون وفيغاورا ولاعب سعودي, وبالتالي كان لاعبو الوسط الذين شاركوا مع المنتخب لاعبي احتياط مع أنديتهم, فكان أسوأ خط لدينا هو خط الوسط وخسرنا تلك المباراة بسهولة.
وأضح أن نسبة نجاح اللاعب الأجنبي خلال هذا الموسم لا تتعدى الـ40%, وقال: «هناك أندية استفادت بنسبة كبيرة, وهنا أندية لم تستفد نهائيا, وغيّرت لاعبيها الأجانب وأصبحت تهدر الأموال بتغيير اللاعبين الأجانب».
واتفق مع ما ذكره الزياني من أن اللاعبين الأجانب السابقين كانوا يحدثون الفارق ويؤثرون على مستوى الكرة السعودية, وقال: أسماء كثيرة جاءت قبل عام 1403 أثرت على مستوى الكرة السعودية إيجابياً مثل ريفالينو وليرا وتميم الحزامي وطارق ذياب وغيرهم من الأسماء الكثيرة التي أثرت على مستوى الكرة السعودية ورفعت من مستواها.
وتمنى الحسيني في ختام حديثه أن يقلص اتحاد القدم اللاعبين الأجانب لاثنين فقط, وأن يلغي الفئة العمرية لدوري الأمير فيصل بن فهد ويستحدث دوري رديف مفتوح لكل الأعمار.
الخالد: بعض الأندية تتعاقد مع الرابع لمجرد التعاقد فقط!
من جانبه, اعتبر الدكتور عبد العزيز الخالد المدرب الوطني ومحلل القناة الرياضية أن عدد اللاعبين الذين يوجدون في كل فريق عدد كبير, وقال: أربعة لاعبين أجانب بالنسبة للدوري السعودي أعتقد أنه عدد كبير خاصة ان عدد اللاعبين المحليين كثير, ومن المفترض منحهم الفرصة.
وأوضح الخالد أن فرقنا لم تستفد من وجود رباعي أجنبي استفادة تامة وكاملة, وقال: أحيانا كثيرة تكون الاستفادة من لاعبين أو ثلاثة فقط, وأحيان تكون من لاعب واحد فقط, وهذا يدل على أنه من الصعوبة إحضار 4 لاعبين أجانب مستوياتهم عالية, وهناك أندية تسعى لإحضار لاعب رابع فقط ليقال انه أحضر أربعة لاعبين, ولذلك نشاهد أن بعض اللاعبين الأجانب يلعبون بدلاء مع فرقهم, وهذه مشكلة.
وعما إذا كان وجودهم أثر على اللاعبي المحليين وعلى الكرة السعودية, قال: أعتقد أن وجود 4 لاعبين في كل فريق يعتبر نسبة عالية, وفي المقابل الاستفادة منهم تعتبر قليلة جدا, وهذا يؤثر على اللاعبين المحليين, ويؤثر على الكرة السعودية, خاصة ونحن نشاهد أن هناك فرقا أصبحت تعتمد على لاعبين أجانب في الدفاع وفي الهجوم, وهذا لا شك يؤثر على المنتخب السعودي».
وفضّل أن يتقلص عدد اللاعبين الأجانب لاثنين فقط, وقال: أفضل أن يقلص عدد اللاعبين الأجانب لاثنين فقط, وحينها سيحضر التركيز, وتكون الخيارات للمراكز التي لا يوجد فيها لاعبون سعوديون, وتكون الاستفادة من خبرات اللاعب الأجنبي أكثر, وتتقلص النواحي المالية أو تتجه للاعب السعودي».
وحول نسبة نجاح اللاعب الأجنبي خلال هذا الموسم, قال: أعتقد أن نسبة نجاح اللاعب الأجنبي خلال هذا الموسم لا تتعدى 30%».
وحول رؤيته التي يقدم لاتحاد القدم في هذا الجانب, قال: أعتقد أن قرار الاتحاد الآسيوي حول السماح بلاعب آسيوي رابع لا يعني بأنه من الواجب تطبيقه, فهناك دول تعتبر أقل منا في عدد اللاعبين والإمكانات, ومن حيث المواهب, وهذه الدول من الممكن أن تستفيد من قرار الاتحاد الآسيوي, أما بالنسبة لنا في السعودية فنحن لا نحتاج أن نطبق القرار, فنحن لا نحتاج إلا للاعبين أجنبيين فقط.
وأضاف: لو تم تقليص عدد اللاعبين الأجانب للاعبين فقط فإن هذه لها فوائد على مستوى الصرف المالي المبالغ فيه, وفيها فرصة لبروز اللاعب السعودي, وفي الوقت نفسه يكون تركيز الأندية عاليا جدا.