يشهد الجناح السعودي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والأربعين حضورا مكثفا لدور النشر الأهلية والحكومية من خلال مضاعفة عدد العناوين السعودية المخصصة للعرض والبيع التي تزيد على 600 عنوان مختلف تجسد مسيرة المملكة وهي ثمرة المفكرين والمبدعين وما أخرجته المطابع السعودية من إصدارات جادة المضمون جديدة الشكل جيدة الطباعة إلى أقصى حد ومنها «المملكة تاريخ وحضارة» وهو كتاب أصغر مرافق للمغفور له الملك عبد العزيز» والذي يروي فيه علاقته ومواقفه وذكرياته مع الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، كما يحتوي المعرض على موسوعات علمية تبرز الدور الحضاري الرائد للمملكة في مختلف جوانب الفكر والثقافة وخدمة الإنسان أينما كان كما تبرز رعاية المملكة للحرمين الشريفين والتسهيل على ملايين المسلمين الحجاج والمعتمرين في المشاعر المقدسة والتي هي محط إعجاب شعوب العالم أجمع.
من جانب آخر استقبل الصالون الثقافي الدكتور أحمد معبد أستاذ الحديث وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في إطار زيارته لمعرض القاهرة الدولي للكتاب وأعرب «معبد» عن سعادته البالغة لما لاقاه من حفاوة بالغة وأكد أستاذ الحديث اعتزازه بالجناح السعودي لأنه يضم ثمرة جهود أرقى دور النشر بالمملكة من حيث المضمون والشكل فهو يساعد الباحثين المترددين عليه في إيجاد ضالتهم وما يحتاجونه من كتب ومواد بحثية في إطار من الدائرة الأضيق والوقت القصير دون معاناة، وقال إن دور النشر السعودية – بحسب تعاملي معها – لسنوات عدة وكذلك الجامعات السعودية تحرص على إخراج المطبوعات بصورة جيدة سواء من ناحية العناية بالشكل الخارجي للكتاب من تجليد جيد وأحجام متناسقة وكذلك من ناحية تحقيق نصوص الكتب التي تنشر حيث تمتاز بالتنوع والشمول وتغطي سائر علوم الشريعة الإسلامية وعلوم القرآن الكريم وعلوم الحديث الشريف والعلوم المعاصرة في الفلسفة الإسلامية والتاريخ والفكر الإسلامي المعاصر بصفة عامة، وبسؤاله عن طموحه وآماله وما يتمناه مستقبلا من الجناح السعودي قال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: نتوقع دائما من دور النشر السعودية الإصدارات الجديدة، التي تلبي رغبات طلاب العلوم الشرعية والإسلامية بصفة عامة فقد جذبني ما أصدرته «دار الميمان» من كتب في مصطلح الحديث وما قامت بطباعته أيضا دار التأصيل من كتب الصحاح وكتب رجال الحديث. وتعقيبا على إرجاء ونشاط الصالون الأدبي لهذا العام طالب «معبد» بعودة نشاط الصالون الثقافي من جديد واعتبره واجهة الجناح السعودي والذي يعبر عن ثقافة المملكة المتنوعة والمنفتحة على العالم حيث كان يحقق التواصل الفكري بين من يترددون على الجناح من المثقفين وطلاب العلوم والباحثين والجامعات وهذا من أساسيات وأهم أهداف معرض الكتاب فلعله يعود مرة ثانية لأداء رسالته التواصلية والحضارية خلال المعرض وبشأن الدور الحضاري الذي تبذله حركة النشر في المملكة في إظهار صورة الإسلام الوسطي قال أستاذ الحديث إنني أتطلع إلى المزيد من جهود الناشرين السعوديين في إثراء العلوم الإسلامية وعلوم الثقافة الإسلامية والفكر الوسطي الإسلامي الذي يجمع ولا يفرق، ويبصر بالحقائق ويكشف الزيف ويحقق طموحات المثقفين بصفة عامة إلى فكر إسلامي معتدل ورصين ويعتمد على الثوابت فيؤكدها ويطور ما هو قابل للتغيير إلى الأفضل.