يستحيل توقّع المستقبل بدقّة، لكنّ التخطيط له ممكن.
لا شكّ في أنّك قادر على جمع المعلومات المتوفرة وتحليلها، ولكن ما الذي سيحصل إن أردت أن تنظر إلى ما بعد اليوم، وأن تتوقّع تحرّكات إلى منافسيك أو السوق الذي تعمل فيه بعد سنوات قليلة من الآن؟ تشهد مصادر عدم الاستقرار تكاثراً.ولكن في مطلق الأحوال، ستجد نفسك مضطراً إلى مواصلة توجيه شركتك على طريق معيّن – على أمل أن يكون الطريق الصحيح.
وفي مواجهة عدم استقرار من هذا النوع، رأيت شركات كثيرة علقت في فخّ محاولة توقّع المستقبل. وبدلاً من القيام بذلك، سأذكر في ما يلي أربع حجرات عثرة شائعة ينبغي تجنّبها،في سياق محاولة استباقك ما قد يفعله منافسك، أو توقّعك للوجهة المستقبلية التي سيسلكها السوق الذي تعمل فيه.
1 - التفكير المفرط في قادة السوق: يستطيع عمالقة قطاع معيّن إرساء رحالهم في أيّ مكان، بما يشمل السوق الذي تعمل فيه. لكنّ الأمر لا يعني أنهم سيفعلون. وبالتالي، عليك أن تسأل نفسك عما إذا كانت مراقبتهم تستحق العناء أصلاً، متى كان يحبّذ أن تراقب منافسين أكثر صلة بأعمالك، ومنافسين آخرين محتملين.
2 - متابعة الأنظمة الدولية بدلاً من القوانين المحلية: عندما تتتبّع أنظمة السوق الذي تعمل فيه، تذكّر النظر إلى الساحة المحلّية – أينما كنتَ حول العالم. والملفت أنّ الشركات غالباً ما تتتبّع التنظيمات الوطنيّة في الدول التي تدير فيها عملياتها، ولا تلحظ التنظيمات المحلية الصغيرة التي تطرأ في إحدى المناطق أو الولايات.
3 - التركيز على المنتجات، بدلاً من الحلول الأكبر حجماً في السوق: قد يحظى منتج جديد وملفت بالكثير من الاهتمام. إلا أن الخدمات هي ما يسمح فعلياً ببيع منتج للعملاء- حتى أكثر من المنتج بحد ذاته. وبالتالي، لا يكفي أن تراقب المنتج، فعليك أيضاً أن تتطلع إلى الحل الشامل الذي قد يسعى إليه أحد منافسيك.
4 - التسليم جدلاً بتأثيرات اقتصادية موحّدة: يتّفق الجميع على أن الاقتصاد يشكل أساس أي مستقبل ممكن لهم ولمنافسيهم. لكنّ مسؤولين تنفيذيين كثيرين لا يفكّرون في أن التغيرات الاقتصادية قد تؤثّر في منافسيهم بطريقة مختلفة. وفي اقتصاد متنامٍ، قد تؤدّي حركة المدّ إلى تحريك كل السفن – ولكنها لن تحدّد الوجهة التي قد تذهب إليها كل سفينة. وبالطريقة ذاتها، قد تكشف حركة الجزر النقابعن شتّى الفرص التي كانت متخفية عن أنظار بعض منافسيك، وتبقى بعيدة عن متناول آخرين - ولكن غير بعيدة عن متناولك أنت.