الراحل الزاهد بالأضواء محمد أبا حسين هل يحظى بضوء تكريم؟

آلمني أنني كنت خارج الرياض عند رحيل الزميل الفاضل أ. محمد بن عبدالعزيز أبا حسين؛ فلم أشارك في الصلاة عليه وأحضر لحظات دفنه في مثواه الأخير بالدنيا - عليه رحمة الله.

من المصادفات الغريبة أنني ظللتُ فترة طويلة لم أره؛ لأنه - رحمه الله - كان نادراً ما يغشى المجالس أو يذهب للمناسبات. ومثل هذه المواقع في مدينة كبرى هي الأماكن التي نلتقي فيها بالكثير من الأصدقاء.

قبل أسبوع من رحيله - رحمه الله - التقينا بمقبرة أم الحمام بالرياض بعد سنوات من الغياب.. التقيت به بالمقبرة ذاتها التي دُفن فيها - عليه رحمة الله.

) ) )

الراحل أ. محمد أبا حسين كان من أولئك الذين نذروا عمرهم للصحافة منذ نعومة أظفاره حتى غادرها قبل سنوات، وكان أنموذجاً للعطاء الجليل الصامت، سواء عندما عمل بالرياض أو الجزيرة.

لقد عاش حياته يعمل بهدوء، ورحل عن الدنيا بهدوء، كما وصفه رئيس تحرير هذه الصحيفة أ. خالد المالك في مقالة رثائية.

) ) )

إنني أدعو الصحيفتَيْن العزيزتَيْن اللتَيْن عمل فيهما الراحل بأعمال قيادية (رئيس تحرير ونائب رئيس تحرير)، أدعوهما إلى تكريمه بعمل يليق به وفاء له، وإيفاء لمسيرته الصحفية؛ وليعرف وليرى العاملون بالصحافة أن مؤسساتهم تكرِّم من أعطوا لها، وبذلوا من أجل تأسيس خطاب وعي وطني، يواكب منظومة التنمية بهذا الوطن.

لقد كان - رحمه الله - رغم أنه في مركز الشهرة والأضواء زاهداً بالشهرة عن الأضواء، كما وصفه الزميل أ. ناصر الصرامي؛ لذا لعله يحظى بضوء تكريم بعد مغادرته دنيانا.

غفر الله للراحل أ. محمد أبا حسين، وأسأل الله الذي جمعنا ذات عمر ببلاط الصحافة أن يجمعنا به في جنة المأوى.