استوقفني خبر صحفي وزعته وكالات الأنباء، ويخيّل إليّ أن كل من قرأه أو استمع إليه، سيصاب بخيبة أمل لهذا المستوى الحزين الذي وصل إليه الأمر.. الخبر يقول : (( أثبتت الإحصاءات أن في العالم أكثر من 400 مليون نسمة يعانون من الموت البطيء بسبب الجوع، وأن آلافاً من البشر يموتون كل عام بسبب الجوع))!!.
الذي يدعو للحزن أكثر أن هذا الجوع الذي يتعرض له إخوة لنا في الإنسانية ليس بسبب قلة الإنتاج، أو ضآلة الموارد، فالإنتاج لو وزع على أنحاء العالم لكفاه وسد رمقه.. ولكن المشكلة بمآسي الحروب وبما أن يحرق من الإنتاج أضعاف ما يستهلك.. إن الدول الكبرى المنتجة تلجأ إلى عملية الإحراق لتحافظ على ارتفاع أسعار صادراتها!.
بل الأسوأ من ذلك ما صرح به وزير الزراعة في إحدى الدول الكبرى خلال أحد أحاديثه، والذي قال فيه: ((إذا قتلنا نصف عدد الكلاب التي لدينا، فإن ما نوفره من طعام من جراء ذلك بإمكانه أن يسد حاجة عدد كبير من الأفواه الجائعة في العالم)).
بربكم ماذا تقولون عن الدول الكبرى بعد هذا التصريح؟! أليس من المؤسف أن يموت أناس من الجوع في الوقت الذي تموت فيه كلاب من التخمة..؟!.
ونحن يجب لا ننسى كأفراد مسؤوليتنا، فإسرافنا في موائدنا، وما نرميه في سلال الزبالة، لو سددنا به أفواه الآلاف الجائعة في هذه الدنيا لأسهمنا في تخفيف هذه المأساة، ولكان في ذلك خير لنا ولهم .
ليت البشرية تتعامل بمبدأ التراحم والتعاون فيما بينها، لو تعاملوا بهذا المبدأ لما وجد على الأرض جائع، فالأرض مليئة بخيراتها فقد قدر الله فيها أقواتها .
إن المشكلة أصبحت أخلاقية قبل أي شيء.. إن الحضارة الصناعية بنيت على أسس مادية، فهي لا تقيم للروح والقيم وزناً.. وهذا هو سر شقاء البشرية، وموت ملايين منها بسبب الجوع!!.
=2=
خطوة جديدة موفقة
دروس علمية للنساء بالحرم المكي
* خبر جميل من مكة المكرمة زفته صحيفة مكة الجديدة الغالية.. نعم الغالية أليست تصدر من مكة أغلى بقاع الدنيا.
هذا الخبر يقول: إن رئاسة الحرمين قررت إقامة دروس علمية خاصة بالنساء بالأروقة التي يصلين فيها بهدف تثقيفهن بدينهن وتوعيتهن والإجابة على أسئلتهن ليعبدن الله على علم وبصيرة وستقدم هذه الدروس طالبات علم وداعيات فاضلات تختارهن رئاسة الحرمين.
إن هذا العمل: عمل مبارك فالمرأة ربما أحوج من الرجل لمثل هذه الدروس لأن خيارات حضور المحاضرات والندوات أمام المرأة غير متيسرة دائما فضلاً عن ذلك فإن مئات الآلاف من الأخوات المسلمات بحاجة إلى مثل هذه الدروس والتوعية وفهم ومعرفة ما يتعلق بعبادتهن من صلاة وصيام وعمرة وأغلبهن قدمن من بلدان: التعليم الديني في مدارسهم ضئيل جداً.
إن هذه الخطوة المباركة تيسر للمرأة الإجابة على ما يخصها بأمر دينها من نساء مثلهن يمتلكن العلم الشرعي.
تحية لهذه الخطوة المباركة من رئاسة الحرمين.
=3=
آخر الجداول
* للشاعر: محمد عابس
(( نون النساء بمنّة وغنّة
لنا السناء
لنا العناء
والغنا لهنّه
لحاف الروح والبدن
لذة العيش والسكن ))