بارد هذا الشتاء
تهب رياحه
من الشمال
تعبث في الأوردة
والعروق!
تحمل معها
لفحة دكريات
تمر على
بوابة القلب
وتترك
طفلها المدلل
اسمه الحنين
يستدخل كل آهاتك
كل ألمك كل شجنك
ويبعثر من جديد
أشواقك القديمة
يزرعها مجددا مثل وردات
تخلصت للتو واللحظة
من شوكها الموجع
المكترث بجسدك الصغير
وعمر فرحك القصير
للشتاء طفل مدلل
هو الحنين
كبر الطفل وكبرت
وقلت ليتنا لم نكبر ولم يكبر البهم
تقت لزمن صاف
ومكان نقي
عرفت فيه فطرتك الأولى
وظللت مخلصا للإنسان داخلك
أبقيته كما هو
لم تتخضعه لعمليات هندسة وراثية
أو تلبسه أقنعة بلاستيكية
أبقيته كما هو
على هيئته الأولى التي
خلقها الله
يتكيف ويستجيب
استجابات طبيعية
يفرح حين يمطر الفرح
ويغضب حين يستغضب
ويبتسم للفتة حس إنساني
ويبكي مع دموع الأطفال
أنت أيها الإنسان القادر على أن تبقى إنسانا
تستحق كل الأوسمة
سواء كنت في الشتاء أو الصيف
في الربيع أو الخريف....