اطلع قراء صحيفة الجزيرة في أعداد سابقة على إعلانات وزارة المياه والكهرباء المتضمنة أن زراعة الأعلاف بالمملكة تقضي على المياه الجوفية غير المتجددة وأن استيرادها أفضل من زراعتها، وهذا صحيح ولا جدال فيه، حيث إن كثيراً من المياه الجوفية نضبت أو قلَّ ماؤها ومن المهم التقليل من استنزافها ولكن الأهم منه هو الحفاظ على كل نقطة ماء تنزل من السماء ببناء السدود والحكور الكبيرة والصغيرة في جميع أنحاء المملكة وبخاصة الأمطار الأخيرة، وهذا الجانب مقصّرة فيه وزارة المياه والكهرباء كثيراً ومثال على ذلك طالب المزارعون في محافظة الغاط ببناء سد في وادي باعج منذ أكثر من عشر سنوات لتستفيد منه مزارعهم الواقعة على ضفافه، حيث إن مياهه تذهب هدراً لانحداره وقوة جريانه وحتى يومنا هذا لم ينفذ وآخر ما رفع عنه من فرع الوزارة بالغاط لنائب المدير العام للشؤون الفنية بالمديرية برقم 263-35 في 28-2-1435م، وعند مراجعتهم أفادوا بأن ترتيبه على سدود منطقة الرياض التي تنتظر التنفيذ هو 127 سداً! بعد عشر سنوات من المطالبة يقول لنا المسؤولون عن بناء السدود إن سد باعج بالغاط يتقدّم عليه 127 سداً لم تنفذ مع أن السدود والحكور لا تكلف كثيراً والوزارة تعلن عن نضوب المياه الجوفية وقلة الأمطار التي تفد إليها وهي لا تبني السدود التي تحفظها وتغذي بها المياه الجوفية التي نضبت. سبحان الله! المملكة دولة صحراوية ليس بها أنهار جارية قليلة الأمطار جداً ولديها إمكانيات مالية ومع ذلك وزارة المياه والكهرباء تفرط بالمصدر الوحيد وهو المطر القليل فلا تخزنه بالحكور والسدود وتتركه يتبخّر وتلتهمه الرمال.