الهدف من إطلاق برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي أن يكون رافداً مهماً لدعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة من أبناء الوطن، والقفز بالمملكة العربية السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة.
حكومتنا الرشيدة بذلت للمبتعثين الغالي والرخيص لكي تلبي جميع احتياجاتهم العلمية، وصرفت المليارات لهذا البرنامج الناجح الذي لم يسبق له مثيل منذ تأسيس دولتنا الحبيبة على يد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه.
فالدولة بقيادة وحكمة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لم تتوانَ يوماً عن دعم المبتعثين في جميع المجالات، ووفرت لهم جميع سبل الراحة والدعم التي يطمحون لها.
فمثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يوجد أكثر من سبعين ألف مبتعث ومبتعثة، ويحتل الطلبة السعوديون الترتيب الثالث من حيث عدد الطلبة الدوليين الدارسين في الجامعات الأمريكية بعد الصين والهند، حسب الإحصائيات.
وتحتفي الملحقيات الثقافية في شتى أنحاء العالم بالمبتعثين المتميزين وأصحاب الإنجازات والاختراعات، الذين أظهروا الصورة الجيدة والحسنة، وكانوا خير سفراء لهذا الوطن المعطاء؛ فالمبتعثون هم قادة المستقبل.
ولكن من الجهة المقابلة، توجد قلة قليلة من المبتعثين - للأسف - يعتبرون الابتعاث نزهة، وتنتهي هذه السياحة بانتهاء فترة اللغة الممنوحة لهم من قِبل الدولة.
فوزارة التعليم العالي تعطي المبتعثين سنة للغة، وتمدد لستة أشهر عند الحاجة لذلك. وهذه المرحلة تؤهل المبتعثين لاجتياز امتحانات اللغة والاختبارات المختلفة التي تطلبها الجامعات، ويكون الطالب مؤهلاً للدراسة الأكاديمية بعد نهاية هذه المرحلة.
ولكن في بعض الحالات القليلة تتم الاستفادة من فترة اللغة بطريقة سلبية من قِبل بعض المبتعثين، فيعتبرونها سياحة مجانية مدفوعة من قِبل الوزارة. وفي نهاية مرحلة اللغة الإنجليزية تجدهم لا يملكون من أساسيات اللغة التي ابتُعثوا من أجلها إلا اسمها، وعند طلب الملحقية الثقافية منهم إرسال القبول الأكاديمي لأجل تحويل المرحلة، وبدء الدراسة الأكاديمية، تكون الإجابة الصادمة بأنهم لم يحصلوا على قبول!! فتضطر الملحقية بعد فوات الأوان لنصحهم وإيقاف الصرف عنهم. فلماذا لا يتم إعطاء المبتعثين كتيبات توجيهية عند بداية مرحلة دراسة اللغة الإنجليزية، ومتابعتهم حتى تجاوزهم هذه المرحلة؛ ليتحقق الهدف كاملاً الذي عُمل من أجله برنامج الابتعاث؟ وفَّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.