حادثة الطفلة لمى الروقي ذات الستة أعوام تلك الوردة الصغيرة التي اغتالت طفولتها تلك البئر الارتوازية التي ابتلعتها وهي تحتضن دميتها الصغيرة أمام ناظري شقيقتها التي تكبرها سناً قبل شهر في الوادي الأسمر قرب محافظة حقل، هذه الحادثة علمها القاصي والداني وعرف اسم الطفلة لمى على لسان سكان المملكة ودول الخليج بعد أن تناولها الإعلام بأشكاله.
وبحكم إني من المتابعين لهذه الحادثة إعلامياً من خلال صحيفة الجزيرة التي تابعت الحادثة باعتدال واستيفاء المعلومة المؤكدة من مصادرها الرسمية والابتعاد عن الإثارة والأخبار غير المؤكدة، لكن ما أثار حفيظة أسرة الطفلة وكل شخص يزن الأمور بموازينها تلك الأخبار الملفقة والإشاعات المغرضة التي واكبت الحادثة، واستغل المرجفون قنوات التواصل الاجتماعي لإثارة الأخبار الكاذبة والملفقة حول هذه الحادثة دون مراعاة شعور أسرتها المكلومة.
في المؤتمر الصحفي الذي عقده الدفاع المدني بتبوك بحضور اللواء مستور الحارثي مدير الدفاع المدني بمنطقة تبوك والعقيد إبراهيم الحويطي قائد موقع عمل الفرق في الدفاع المدني في وادي الأسمر تحدث الحارثي بإسهاب عن المعوقات التي واجهتهم في الوادي والظروف التي عانوا منها من كون الأرض صخرية وانهيار التربة وانخفاض درجة الحرارة لما دون الصفر بثلاث درجات والعمل المتواصل الذي يتابعه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك أولا بأول، وتم عرض فلم مرئي لأعمال الفرق وشرحه لهذه الأعمال وإجابته على أسئلة الصحفيين بشفافية عالية، وكان من ضمنها سؤال صحيفة الجزيرة حول احتمالية دفن الجثمان في البئر في حال تعثر انتشاله وإجابته بأن ذلك عائد لولي أمر الطفلة وصدور فتوى في ذلك، حيث تم عرض السؤال من قبل وسائل إعلامية على احد العلماء في المملكة الذي أكد انه يجوز اعتبار البئر قبراً لها.
كل ذلك والبعض يشكك في جهود رجال الدفاع المدني والجهات المشاركة، واختلقت حول ذلك قصص مفبركة نسبت إلى احد الضباط في الدفاع المدني دون ذكر اسمه وتم تداول هذه الرسالة ورسائل أخرى أجحفت بحق رجال الدفاع المدني وأظهرت للسذج أنهم مقصرون، وكان هناك لبعض الإعلاميين من خارج منطقة تبوك الذين سن البعض منهم سهام أقلامهم ضد مسئولين في المنطقة واتهامهم بالتقصير دون تثبت منهم مجرد استقاء معلومات من مواقع التواصل، في حين أن إعلاميي منطقة تبوك وقفوا على موقع البئر وشاهدوا هذه الجهود وتلك المعاناة والظروف التضاريسية وخطورة الوضع على حياة الفرق التي تعمل على مدار الساعة وتعرض العديد منهم للخطورة وسقوط الصخور على اثنين من رجال الدفاع المدني داخل البئر، بل كان احد المتأثرين بالأخبار عبر مواقع التواصل حضوره من إحدى مناطق المملكة مطالبا بالنزول للبئر واستعداده تحمل خطورة ذلك، وعند مشاهدة الوضع على الطبيعة وعند البدء في إنزاله طالب بإخراجه من البئر وانه لا يستطيع إكمال ما طالب به وان ما شاهده عكس ما سمعه.
لقد تحدث معي عدد من الزملاء الإعلاميين من خارج منطقة تبوك للسؤال عن الواقع وما يكتب فذكرت لهم الواقع الذي دلس على البعض.
كان آخر هذه الأكاذيب المغرضة الرسالة التي انتشرت كالنار في الهشيم أن ما تم استخراجه من البئر هي أشلاء ذئب، وكيلت التهم لأسرة الطفلة، ليفضح الله هؤلاء المرجفون ويثبت الطب الشرعي أن هذه الأشلاء هي للطفلة لمى عائض الروقي بعد فحص الـDNA وليخرس أفواه الباحثين عن الإشاعة.