الكل يعلم أنه ما اشتعلت نار الفتنة في زمان أو مكان إلا أهلكت الحرث والنسل، ومنذ فجر التاريخ ولها رؤوس تطل بها وتصدى لها أفراد المجتمعات على اختلاف مشاربهم لعلمهم أنها شر مستطير ونارها لا تبقي ولا تذر ما أتت على جميل إلا شوّهته، وهيأت الطرق ومهدت السبل لأعداء البلد الذي انبعثت فيه شرارتها، وتمزق الشمل إلى أشلاء وتساقطت لبنات صف تلك البلاد وضعفت فشلت، وصارت لقمة سائغة في أيدي أعدائها، وانهارت قواها، ومنذ قيام الفتن عبر تاريخ البشرية على امتداده الطويل وباعثها هم شرار القوم ابتغاء لمصالح شخصية ألبسوها ثياب الصالح العام ودثروها برفع الظلم وتحقيق المساواة والعدل بين طبقات المجتمع، ومكونات المجتمع وما علموا أن أم الظلم وعينه وذروته نشر الفتنة فهي الملعونة النائمة وملعون موقظها تحت أي اعتبار كان، فأولئك قوم خدموا أجندة خارجية، ونحن في وطننا أمة واحدة، وبنيان يشد بعضه بعضا نرفض وبشدة كل باعث للفرقة ومستغل لكل ما يستجد في عالمنا اليوم من تقنية أياً كان مجالها، وعلينا غرس حب الوحدة، ورفض الفرقة والفتنة بألوانها وأشكالها في أنفس أبنائنا وأجيالنا سواء على مستوى الأسرة أو على مستوى مؤسساتنا التعليمية وكشف فساد وشبهات باعثي الفتنة وأطماعهم ومدى ضررهم على المدى القريب والبعيد، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.