أصبحت اللغة الإنجليزية اليوم لغة عالمية كما هي بالأمس؛ فقد علا كعبها في المحافل الدولية على مختلف الصعد. ولما علمت بلادنا المباركة أهمية وهيمنة هذه اللغة اهتمت وزارة التربية والتعليم في بلادنا بتدريس هذه اللغة العالمية؛ لتصبح هذه اللغة سهلة المنال عند الطالب قراءة وكتابة. لكن تدريس هذه اللغة اليوم في تعليمنا العام لم يحدوه الصواب لأسباب عدة، لعل من أهمها وأبرزها ما سوف أذكره أدناه:
السبب الأول: إن تدريسنا لهذه اللغة أتى بدون تمرحل، أي أن تدريس هذه اللغة أتى على شكل طفرات سريعة! فالطالب يبدأ بدراسة الحروف، وإذا به فجأة يُنقل إلى دراسة نصوص معقدة في هذه اللغة دون أن يمر بخطوات مبسطة، يحصل منها الطالب على تراكم معرفيّ. إن الطالب عندنا يدرس هذه اللغة بصورة معقدة، وكأنه من أهلها الذين نطقوها في سني عمره الأولى! وحتى أكون صادقاً فيما ذهبتُ إليه، فإني أرجو من القارئ الكريم أن يتصفح مناهج اللغة الإنجليزية في تعليمنا العام؛ ليرى صدق ما ذهبتُ إليه. إن الطالب أو الطالبة بهذا الأسلوب في تدريس هذه اللغة لن يتحصل على شيء البتة سوى التعب والمشقة. وإنما الواجب أن يعطَى الطالب هذه اللغة على جرعات مبسطة، يسهل عليه فهمها، ومن ثمَ يُكون الطالب حصيلة معرفية بهذه اللغة، ولكن مع الأسف الشديد نرى أن طلابنا اليوم في التعليم العام على مختلف مستوياته لا يملكون أي معرفة بهذه اللغة؛ والسبب - كما قلت - آنفاً أن هذه المادة عسيرة الهضم على الطلاب، ومن ثم لا يدركون منها شيئاً، بعكس لو أخذوها جرعات مبسطة بحسب مداركهم وأعمارهم.
السبب الثاني: ضَعف الإخراج الفني للمقرر الدراسي، أي أن المقرر الدراسي لم تراعَ فيه أساليب التشويق، وإنما يجب أن يكون المنهج مشوقاً، وذلك عبر متانة الورق، وبحروف كبيرة، وتلوين منمق. وما دمت أتكلم عن الإخراج الفني فإني ألحظ أن جميع المقررات الدراسية، وليس الإنجليزية فقط، بإخراج ضعيف غير مشوق للطالب كما هو موجود في المقررات الدراسية في الدول المتقدمة.
السبب الثالث - وهو مهم جداً: من الواجب أن أي كلمة تكون جديدة على الطالب في المقرر الدراسي، ولم يتعرض لها سابقاً، أن يتم ترجمتها في هوامش المقرر. ما أريد قوله هو أن أي كلمة جديدة على الطالب في المنهج لم يسبق أن عرفها من قبل يجب أن تُترجَم له.
السبب الرابع: إن الطالب الذي يدرس المقرر الدراسي يجب أن يقدَّم له فيه ما يفيده من المعارف والعلوم التي تتماس مع واقع الحياة العملية حينما يخوض غمارها. إذاً، ما دام هذا الطالب يخاف هذه اللغة فالواجب علينا أن نُجهز على ذلك الخوف المتراكم عند الطالب في اللغة الإنجليزية عبر هذه الملاحظات، وهي أن نقدم له هذه اللغة بأسلوب شيق، يجعله يبارح ذلك الكُره لتلك المادة. إن الطريقة التي تُدرس بها هذه اللغة اليوم ما هي إلا عبء على الطالب.
لتلك الأسباب التي ذكرتها أنفاً، فإن حال طلابنا اليوم كالمنبت، الذي لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع. ولكي أُدلل لكم على أن طلابنا يعيشون أزمة فهم عند الامتحان بهذه اللغة لا يقومون بمذاكرتها بحجة أنهم لا يفهمون منها شيئاً، وإنما يتجاوزونها من واقع التخمين ليس إلا!!
إنني هنا أناشد وزير التربية والتعليم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أن يُعاد النظر في طريقة تدريس هذه اللغة، وأن يكون لسموه بصمة في ذلك.