ساهمت التكنولوجيا والانفتاح العلمي والفكري من خلال قنوات التواصل الاجتماعي والقنوات المتلفزة في حدوث طفرة مجتمعية صحية, إن نحن رأيناها من منظور عادل ومُقر بدور المرأه وأهميتها في المجتمع كنبض فاعل.
فمنذ السماح للمرأة بالخروج للعمل وترك المنزل والذي أثار حفيظة الكثيرين ذلك الحين, وهي في حالة احتكار على عمل واحد فقط، حدده العرف وأطرته العادات والتقاليد بقدسية وهالة وإكبار! ألا وهو قطاع التعليم الذي حاز على ما يقارب 84% من نسبة الوظائف النسائية، ومع احترامنا للدور الذي يتبناه إلا أنه مازال هناك فضاءات شاغرة تنتظر المرأة، ولكن لم يكن أحد يريد أن يطأ تلك المنطقة المحظورة والقفز فوق الأسوار, حتى غصت وزارة الخدمة المدنية وأروقتها وأدراجها بملفات المتخرجات المنتظرات واللاتي عددهن يفوق المطروح وأملهن إن لم يكن ضعيفاً فهو معدوم.لتقرر المرأة السعودية أن تنطلق بتفكيرها خارج حدود صناديقهم الضيقة حد الاختناق الذي سلب الفتيات طاقتهن التي تضج بالحياة.. وتطرق أبواباً كانت موصدة بوجهها ذات زمن، بل كان ينظر لها بازدراء ويقابل ممتهنها بالاستهزاء!.
والمفارقة الجميلة أنها ليست العائلات الفقيرة فقط التي بحثت عن التغيير وكسرت سنديان النمطية لتسد ثغرة الفقر لديها وتعيش بأمان حالما توفر قوت يومها! بل سيدات مجتمع وأكاديميات ومثقفات، وهذا هو ( الوعي ) المجتمعي الذي سيشي بخزعبلات الخوف من تشعب أدوار المرأة، وإثبات ذاتها وإدراك دورها من خلال ممارسة هواية معينة كحرفة وعمل وشغف وحلم بالأفضل مثل (الطبخ بأنواعه وفنونه والنحت والرسم بجميع مجالاته وتصميم الديكور والخياطة بكل تفاصيلها وإبداعاتها) وأشياء لم نكن نتوقع أن تصنف ضمن مهن المرأة! وها هي تنافسها كالطباعة وترتيب سفر الحفلات وتنسيق الملابس وصناعة العطور إلى قائمة طويلة مدهشة تشعرك بالامتنان وتملأ سماء المشاريع الصغيرة بأفكار وتجارب مثرية.فلم تعد طوابير الوظائف الحكومية تستهوي الفتاة!! بل هي من قامت بصنع مستقبلها ومكانة لنفسها في الأمام مع التدرع بالأمان المادي وتطوير الفكر والتواصل والخبرات وخلخلة اعتقادات ان الوظيفة الحكومية فقط هي صمام الأمان..!ولكن يبقى هناك تساؤل قد يحفز أحد المسئولين أن يعلن مسئوليته عن الفوضى في ترتيب تلك الحرف والمهن النسائية تحت مظلة النظام والقانون.. فكيف لي أن أتعامل مع طرف آخر لا يقدم لي أي ضمانات!؟ وعند أي خطأ لا أستطيع تحميله أي مسئولية، فلا عزاء للواثقين هنا! فالعقد شريعة المتعاقدين والعقد الحاصل الآن (سمي وابشري وجربينا)!.