قبيل إعلان التشكيلة الرسمية لحكومة المهدي ازداد الجدل حول بقاء وزير الداخلية المستقل لطفي بن جدو على رأس الوزارة كما يرغب جمعة في ذلك بالنظر إلى حساسية هذا المرفق وتطلبه الكثير من الوقت للإلمام بتفاصيله وهو ما اعتبره جمعة تعطيلاً للمسار الانتقالي وذلك بالرغم من المعارضة الشديدة التي يلقاها هذا الترشيح من طرف أحزاب المعارضة التي ترفض أن يتقلد وزير من حكومة علي العريض أي منصب حكومي على خلفية أن حكومة الترويكا كانت حكومة فاشلة وبالتالي فإن كل وزرائها فاشلون في مهامهم.
وتتكون التشكيلة الحكومية المستقلة وفق آخر التسريبات من 16 وزيراً و5 كتاب دولة كما تتضمن القائمة 4 نساء لا ينتمي أي منهم إلى أي حزب أو تيار سياسي كما تنص على ذلك خارطة الطريق التي اقترحها الرباعي الراعي للحوار الوطني ووقعت عليها كل الأحزاب السياسية الفاعلة في المشهد المحلي.
وفي سياق متصل تعثرت جلسات الحوار الوطني مرة أخرى بسبب اختلاف في وجهات النظر حول آلية سحب الثقة من حكومة المهدي جمعة حتى قبل إعلانها رسمياً.كما رفضت حركة النهضة التوقيع على مقترح تعديل القانون المنظم للسلط العمومية الذي تم عرضه من قبل الرباعي على رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر الذي سيعرضه على لجنة التوافقات ورؤساء الكتل حتى يتمّ اتخاذ الإجراءات القانونية الضرورية. وفي هذا الصدد قال رئيس لجنة الربط والتنسيق بين الحوار الوطني والمجلس التأسيسي بوعلي المباركي إنّ حركة النهضة ليس لها أي اعتراض أو تحفظ ضدّ سحب الثقة من الحكومة بأغلبية الثلثين، مشيراً إلى أنّ الحركة ستواصل المشاورات مع الأطراف النيابية للوصول إلى حل توافقي. وللإشارة كان الرباعي الراعي للحوار عقد أول أمس جلسة عامة خصصت للنقاش حول مسألة الانتخابات التشريعية والرئاسية وترتيباتها بحضور خبراء في القانون بهدف الاستماع لآرائهم ومقترحاتهم في هذا الموضوع قبل الاستماع إلى رأي الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وفي المجلس التأسيسي يواصل النواب على مناقشة الفصول الأخيرة من الدستور الجديد والذي طغت على جلساته أجواء من التوتر والملاسنات التي عطلت سير العمل.
أمنياً قال كاتب عام مساعد نقابة الأمن الجمهوري والأمين العام للنقابة الوطنية للسجون والإصلاح حبيب الراشدي إنّ كمال القضقاضي المتّهم باغتيال محمد البراهمي وشكري بلعيد قد استغلّ الانفلات الأمني الأخير في محافظة القصرين ونجح في التسلّل إلى العاصمة.
وأكّد في تصريح صحفي أنّ القضقاضي وبمساعدة بعض أنصاره تمكّن من الاختباء في العاصمة وهو يتنقّل بين أحيائها السكنية. وأشار الراشدي إلى أنّ كمال القضقاضي يخطّط بمعيّة مجموعة من الإرهابيين لتنفيذ مخطّط إرهابيّ بالعاصمة واغتيال شخصيّات سياسيّة أو استهداف إحدى المؤسسات الأمنيّة.