هذه مجموعة قصصية، فاض بها أسلوب أدبي مزج بين الواقع والخيال.. وقد أثرت القاصة (همس الريم) عنوان إحدى هذه القصص مأساة فتاة.. ليكون عنواناً للكتاب، على أن عقد هذه المجموعة ينتظم القصص الآتية: وجهة نظر.. وحب بلا روح.. ويوم من حياتي.. وزوجي مدمن.. وكلمات ناقصة.. وحبك عار..
وتقول القاصة في إحدى قصصها:
كنت أتخيل أني رأيت أبي، إذ كان في كل يوم يذهب لصلاة الفجر، وبعد أن يعود يجلس في الصالة ويسبح إلى طلوع الشمس، وكان يلقي علي تحية الصباح ويقول لي: أنت الوحيدة التي فيها الكثير مني..
جلست مكان أبي وبكيت كثيراً إلى أن جاءت أمي وقالت لي: ريم المدرسة.
قلت: أمي اليوم لا أريد الذهاب إلى المدرسة.
أريد أن أرى أبي.
قالت أمي: لا يا حبيبتي.. إذهبي إلى المدرسة، وبعد العصر سوف تزورين أباك -إن شاء الله- سوف يكون بخير، لا تخافي.
بعد الكلام أحسست بالراحة وكلامها أعطاني الأمل كثيراً.
ذهبت إلى المدرسة والدموع في عيني وكل تفكيري ينحصر في أبي فقط. وتذكرت أبي عندما كان يوصلني إلى المدرسة كل يوم ثم يخرج من جيبه نقوداً ويقول لي: خذي يا ريم، وكنت كل يوم أرفض وأقول: لا أريد شيئاً وأبي يضحك ويقول: لا تردي أباك.. لا يرد الكريم إلا اللئيم..
ويقول لي عندما أفتح باب السيارة: ها لله ها لله في الدراسة والامتياز.
كانت كلماته في أذني ودموعي في عيني ولكن هذه المرة لم ينسكب كالعادة.. لأنني اليوم صممت أن أكون الأولى على المدرسة -إن شاء الله- وهذا التصميم كان من أجل أبي فقط.