عبر كتابه (الأخلاق) يشير الدكتور علي الوردي إلى الضائع من الموارد الخلقية.. وقال الناشر (الوراق): قد يصح القول بأن كل ثقافة بشرية تتخذ لنفسها نظاماً في الأخلاق خاصاً بها.. وهي تنظر إلى أخلاق الآخرين بشيء من الريبة والاحتقار.
ولهذا وجب علينا قبل البحث في الضائع من الأخلاق العربية أن نعرف ما هو الأساس الذي تبنى عليه البحث. إننا بعبارة أخرى يجب أن نعرف ما هي الأخلاق قبل أن نعرف ما هو الضائع منها.
ويقول المؤلف: اتفق الناس مثلاً على أن الأمراض بشتى أنواعها شر يصيب الإنسان، وأن السلامة منها خير يسعى الإنسان نحوه، ويحاول الحصول عليه بكل جهده، لكنهم لم ينظروا في الأخلاق بمثل هذه النظرة الثابتة..
ويؤسفني أن أرى بعض الباحثين يدرسون مجتمعهم على نمط ما اعتاد الغربيون أن يدرسوا مجتمعاتهم به، مع العلم بأن المجتمع العربي يختلف عن المجتمعات الغربية في تراثه الثقافي والحضاري.
البلاد العربية تقع في أعظم منطقة صحراوية في العالم.. سرحوا النظر فيها من مراكش غرباً حتى العراق شرقاً.. تجدون البادية شاملة لها متغلغلة فيها إلى درجة تلفت النظر.
وليس من الجائز لنا أن نهمل أثر هذه الصحراء في تكوين المجتمع العربي.