القفز فوق السحاب

القاص محسن الغمري يقول في إحدى قصص مجموعته «القفز فوق السحاب»: ظهرت على وجهه ملامح ابتسامة عندما عقد مقارنة سريعة بينه وبين الطائر القناص، فهو أيضا يطير من مكان لآخر، يحلق في دوائر غير محددة المركز، وعندما يستشعر وجودها يجعلها مركزاً للدورات، ثم يبدأ في تضييق قُطر الدائرة إلى أن يصل إلى مركزها، الذي لا يدري سبباً في رغبته الدائمة في أن يغيره بعد أن يستقر عليه لبعض الوقت.

سنوات طويلة جعلته متمرساً على ذلك. أسلوب السهل الممتنع هو أنسب وصف لطريقته في خلق حوار. ثقته بالنجاح إلى حد الغرور في اختراق أي جدار صمت أمامه أكبر من أن تجعله يتراجع على المحاولة. عيناه قادرتان على رصد منفذ - ربما الوحيد - لأي حصن قابله. احتفظ في رأسه بآلاف الكلمات السحرية اللازمة لفك طلسم أي باب موصد في وجهه.

أيقن في نفسه بأنه المعلم لفن الاقتراب إن سُئل كيف؟ فهو القادر على رسم ما تحتاج من خطوات لازمة، وهو الملقن بالكلمات الموائمة لكل خطوة، ثم المجهز لجعبة من الردود على كل ما هو متوقع وغير متوقع من الأسئلة!