كتب - سلطان الحارثي:
أصبح الكثير من المنتمين للوسط الرياضي يتحدثون عن عدم فائدة اللاعبين الأجانب خاصة وأن عددهم (4) مما يعني أكثر من الثلث في كل فريق، مؤكدين أن تواجدهم بهذا العدد مؤثر على كافة المستويات, ولأن هذه القضية مهمة جداً أحببنا في «الجزيرة» مناقشتها على ثلاثة أجزاء, الجزء الأول مع لاعبين سابقين، ومن ثم المدربين, ومن ثم النقاد, واليوم ستكون مناقشتنا مع اللاعبين واخترنا لكم هذال الدوسري نجم فريق الهلال السابق, ومحمد السويلم لاعب فريق الأهلي وإداري فريق النصر السابق, وحاتم خيمي لاعب فريق الوحدة السابق.
الدوسري: أربعة... عدد كبير
البداية كانت مع هذال الدوسري الذي اعتبر تواجد أربعة لاعبين أجانب داخل الملعب عدد كبير, وقال: «من الصعوبة أن يبرز لاعب سعودي مهاراته وقدراته من خلال تواجد أربعة لاعبين أجانب داخل الملعب, وبالتالي هذا الأمر أثر على مستوى اللاعب السعودي, خاصة اللاعب الواعد, فهناك لاعبون سعوديون برزوا حينما أخذوا فرصتهم ولكن بعض اللاعبين يحتاجون لأكثر من مباراة حتى تبرز قدراتهم, ولكن مع تواجد هذا الكم من اللاعبين الأجانب لن تمنح الفرصة للمحليين».
وزاد: «إن كان اللاعبون الأجانب يستطيعون أن يرفعوا من مستوى الفريق فلا مانع من تواجدهم, ولكن إذا كان مستوى بعضهم غير مقنع فهنا تكون المشكلة, ونحن وللأسف أن الحاصل لدينا هو بروز لاعب أو لاعبين أجانب والبقية مستوياتهم سيئة».
وشدد الدوسري على أن تواجد أربعة لاعبين أجانب في كل فريق أثر على الكرة السعودية, وقال: «قد يخالفني الكثير في هذه النقطة, حيث يرون أن تواجد أربعة لاعبين أجانب يرفع من المستوى الفني, وهذا صحيح على مستوى الفريق, ولكن هل اللاعبون الأجانب سيلعبون مع المنتخب السعودي, والسؤال الأهم هل أثر اللاعبون الأجانب بالشكل الايجابي على مستوى اللاعبين المحليين, أعتقد أثر ولكن بنسبة ضئيلة, وهذا عكس الذي كان يحصل سابقا, فريفالينو حينما كان في نادي الهلال أثر على بعض اللاعبين بشكل إيجابي».
الناجحون خمسة فقط!!
وأشار إلى أن عدد اللاعبين الأجانب الذين نجحوا خلال هذا الموسم لا يتجاوز خمسة لاعبين.
وقدم الدوسري رؤية لاتحاد القدم بخصوص اللاعبين الأجانب, وقال: «اتحاد القدم لديه دراسات وآراء, وهم يرون أكثر مما أرى, ولديهم خبراء أعرف مني, ولكن من وجهة نظر شخصية أعتقد أن تواجد لاعبين أجنبيين فقط يلعبون داخل الملعب أمر مهم, وبالإمكان أن يتعاقد أي فريق مع لاعب ثالث بشرط أن لا يكون داخل الملعب إلا لاعبين فقط».
السويلم: الكيف أهم من الكم
من جانبه, أشار محمد السويلم أن مثل هذه القرارات لا بد أن تنطلق من خلال رؤية وقدرة على التمييز في مثل هذه الجوانب لإيجاد جوانب ايجابية تساعد على التطوير, وقال: «وجود أربعة عناصر أجنبية في صفوف كل فريق لا بد أن تنطلق من خلال الكيف الذي يتواجد من خلاله الاحتياج».
وأضاف: «غالبية الفرق هذا الموسم ومواسم سابقة شاركت في عدة مباريات بلاعب أجنبي وأحيانا بدون أي لاعب أجنبي, ومع ذلك قدمت حضور أفضل, وبالتالي يجب أن يقنن هذا الضخ المالي والهدر الكبير الذي لم يعد بالفائدة على النادي إلا ماندر ولبعض الأندية وبعض الأسماء التي أضافت بحضورها الجيد، ولكن بشكل عام أعتقد أن سلبيات تواجدهم بهذا الكم أكثر من ايجابيتهم, ولا بد من إعادة النظر في هذا الجانب إما بالتقليص أو وضع معايير محددة في كيفية الاستقطاب بحيث تعتمد على حسب الاحتياج وقدرات وإمكانيات اللاعبين من خلال إدارة مشرفة من اتحاد القدم كنوع من مساعدة الأندية في استقطاب اللاعبين الأجانب, وحفظ المبالغ المالية التي أهدرت في المواسم السابقة».
وشدد السويلم على أن كل الفرق السعودية لم تستفد من اللاعبين الأجانب بالشكل الكامل, وقال: «مايؤكد كلامي هو انخفاض وتفاوت مستوى اللاعبين المحليين وانخفاض مستوى المنتخبات السعودية».
وتابع: «اللاعبون الأجانب أتوا من أجل المال فقط, وفي المقابل جل الأندية السعودية لا يوجد فيها استثمار ولا مداخيل ثابتة, وبالتالي وجود مثل هذه المشاكل أمر مؤكد, وهذه تعطينا مؤشر أن الاستفادة ستكون قليلة جداً, ومن يعالج مثل هذه المشاكل هو المشرع والمنظم للرياضة السعودية وهو اتحاد القدم».
وعما إذ كان تواجد أربعة لاعبين أجانب أثر على اللاعب السعودي, قال: «نحن كمجتمع سعودي نعاني من عقدة الأجنبي, ودائماً ننظر له نظرة استثنائية, بينما نحن نمتلك كفاءات وطنية جميلة وفي كافة المجالات, وفي كرة القدم أعتقد بأن وجود اللاعب الأجنبي أعاق كثيرا وحد من بروز مواهب سعودية, وفي المقابل كنا نطمح أن يتطور اللاعب السعودي من خلال اللاعب الأجنبي, ولكن أصبح اللاعب السعودي يسحب اللاعب الأجنبي وبالتالي تختلف سلوكيات اللاعب الأجنبي المنضبط والقادم من دول متقدمة في هذا المجال, ويصبح لا يقل سلوكا أن لم يكن أسوأ من بعض اللاعبين المحليين, وبالتالي يشغل اللاعب الأجنبي مكانا لا يستحقه ويحصل على الأموال, وفي الجانب الفني هو غير موجود».
نجاح اللاعبين الأجانب نادر
وبيَّن أن تواجد اللاعبين الأجانب غير المؤثرين يعتبر جزءا من المشاكل التي تمر بها الكرة السعودية.
وعرج السويلم على اللاعبين الأجانب هذا الموسم, وقال: «لم ينجح من اللاعبين الأجانب خلال هذا الموسم إلا نسبة قليلة جدا, وليس هناك أسماء تفرق مع فرقهم إلا ماندر, ونجد مستوياتهم متفاوتة بشكل كبير, وبالرغم من تواجدهم بمبالغ كبيرة جدا, وبتفاءل من قبل أنصار فرقهم إلا أن النظرة تغيرت حولهم».
ووصف الوضع الحالي بالضيف جدا, وحيث قال: «حينما نرى النتائج الحالية للدوري نجد أن هناك فارق نقطي بين الأول والثالث, ورغم أن هناك ضخ مالي وأسماء كبيرة إلا أن الفارق النقطي يوضح أن هناك تفاوتا كبيرا ومستويات منخفضة لأبعد الحدود, وهذا لا يعطي مؤشرا في القادم على مستوى الناحية الفنية».
وأضاف: «هناك فريقان موجودان في الواجهة هما النصر والهلال, وعدا ذلك لا يوجد أحد, وفي الهلال والنصر لا يتواجد إلا نيفيز ومحمد حسين فقط, وهذا دليل على أن العنصر الأجنبي لم يصنع الفارق».
وحول رؤيته التي يقدمها لاتحاد القدم, قال: «مهمة المسؤول هو إيجاد الحلول المناسبة التي تنطلق من خلال الثقافة والواقع, ونحن لا نبالغ في الحديث بقدر ما نتحدث عن واقع نعيشه, فمداخيل الأندية وعدم استقرارها, وعدم وجود شراكة بين الأندية والاتحاد السعودي, مؤثر في جانب استقطاب اللاعبين الأجانب».
وزاد: «لا بد أن يقوم اتحاد القدم بمساعدة الأندية في الاستشارات الفنية من خلال التعاقد مع المدربين أو اللاعبين, ولعل هذا الأمر مغيب تماما, ولا بد من تفعيله من اتحاد القدم الذي لا بد أن يدرك بأنه لن يكون له حضور ولا نجاح إلا من خلال قيادته للأندية بوضع المعايير والأندية التي تخدم الأندية تقدمها بصورة جميلة, وبالتالي، تعطينا منتج لا مخرج لتقديم عمل جميل جدا يعود بالفائدة على الكرة السعودية».
خيمي: لابد من تسويق نجومنا خارجيا
من جهته, أكد حاتم خيمي أنه لا يؤيد تقليص عدد اللاعبين الأجانب, وقال: «لا أؤيد تقليص عدد اللاعبين الأجانب بقدر ما أطالب باحتراف لاعبينا خارجيا, فالاحتراف الخارجي هو من سيطور كرة القدم السعودية, ويجب أن نفتح المجال أمام اللاعبين الصغار ليحترفوا خارجيا, ولا بد من تسويقهم بالشكل الصحيح».
وأشار إلى أن هناك أندية استفادت من لاعبيها الأجانب الأربعة, وقال: «سبق وأن استفاد نادي الأهلي من الرباعي الأجنبي, أيضا الهلال سبق وأن استفاد من الرباعي الأجنبي في وقت ويلهامسون ورادوي ونيفيز ويونج, والفتح كان لديه رباعي متكامل».
وأضاف: «الاختيار الخاطئ في بعض الأندية أمر وارد وطبيعي, وهو ليس لدينا فقط بل في كل العالم, ولو قلصنا العدد مثلما يطالب البعض هل سيضمنون أن الأندية لن تأتي إلا بلاعبين مميزين».
وأوضح خيمي أن الفرق المشاركة آسيوياً لا بد أن تلعب بأربعة لاعبين أجانب مثل بقية فرق آسيا, وحينما يتم تقليص اللاعبين الأجانب فماذا سيكون الحل.
وشدد على أن وجود رباعي أجنبي في كل فريق لم يؤثّر على الكرة السعودية, وقال: «هذه رؤية خاطئة من وجهة نظري, بل على العكس بعض اللاعبين أثر إيجابيا على اللاعب السعودي, وهذا لا يمنع من أن هناك لاعبين أثروا سلبياً».