يتطلع المتابع الرياضي لمباراتي نصف نهائي كأس ولي العهد عصر ومساء هذا اليوم لمعرفة طرفي النهائي، وإن كانت مباراة الأحساء بين الفتح والهلال تبدو أكثر هدوءاً وأقل ضجيجاً وتبدو كفة الزعيم أرجح لحسم اللقاء، إلا أن المشاهد الرياضي يتطلع بترقب وحذر للقاء الشباب والنصر، ليس فقط لقوة الفريقين، بل لأن كارثة مرعي ما زالت حديث المجالس، وتفاصيلها ما زالت ماثلة في ذهن المتلقي لفداحة الأخطاء رغم مضي شهر أو أكثر.
ويضع الشبابيون - تحديداً - أيديهم على قلوبهم هذا المساء خوفاً من تكرار المأساة، وخصوصاً أن جراح مرعي لم تندمل بعد، فضلاً على أن ذكرى العمري - غير الطيّبة- قبل عام لم تنس، عندما ارتكب ذات أخطاء مرعي وأمام النصر أيضاً.
ولذلك لا يُلام الشبابيون عندما يتسرّب لدواخلهم الخوف - بعيداً عن التشكيك بالذمم - ، فتجربتي العمري ومرعي المرتين، لم تتركا موطئ تفاؤل، حتى إن أغلب الليوث يرون أن خصمهم الحقيقي هم الحكام في أكثر من لقاء وليس الفريق المنافس.
فقبل شهر مثلاً ليس ذنب النصراويين أن يستسلم مرعي العواجي للضغوط بعد زيارته لنايف هزازي.. فيرتكب كوارثه.
وليس ذنب النصراويين أن يمارس عبده عطيف التمثيل داخل منطقة الجزاء فتتلقفها صافرة مرعي وتعلنها جزائية.
وليس ذنب النصراويين أن يتسلّم لاعبهم البرازيلي ألتون الكرة بيده وهو في موقع تسلّل فيتجاهلها مرعي ومظفر.
وليس ذنب النصراويين أن يحدث احتكاك طبيعي ومعتاد من مدافع فيشهر مرعي الكرت الأحمر لكواك.. حتى أسرع ربما من إطلاق صافرته.
وحتى قبل عام.. ليس ذنب النصراويين مثلاً أن تصطدم الكرة بصدر نايف القاضي.. لكن صافرة العمري تحولها لركلة جزاء وتطرد القاضي.
وليس ذنب النصراويين أن يتقدّم الشباب بهدفين مبكرين فيتم التعامل مع تلويحة يد حسن معاذ ببطاقة حمراء من العمري.
وحتماً ومؤكداً ومع النصر تحديداً.. ليس ذنب النصراويين أن يسمح الحكام لحسين عبد الغني بأن يكون مساعداً لهم فيوجههم بالكروت والقرارات، فنشاهد جلال يطرد الدوسري، والعمري يطرد معاذ وكذا يحتسب ركلة جزاء ضد القاضي..
وبالتأكيد ليس ذنب النصراويين أن تنطلي على الحكام حيل وتمثيليات عماد الحوسني وحسن الراهب فينالان غير حقهما.
وليس ذنب النصراويين أن يحتسب لهم في آخر خمسة لقاءات مع الشباب 3 ركلات جزاء ويطرد من لاعبي الليث 4 لاعبين!
وبالتأكيد ليس ذنب النصراويين عدم جلب حكام أجانب وهو الذي لم يفز في تاريخه على الشباب في أي مباراة بصافرة أجنبية.
وإن كان ليس ذنب النصراويين بلادة القرارات التحكيمية وضعف قضاة الملاعب، فما هو ذنب الشباب ليكون هو من يتجرّع كأس الأخطاء في كل مرة؟!
لذا فالشبابيون يستغربون من الاتحاد السعودي عدم جلبه حكام أجانب لضمان المنافسة وتكافؤ الفرص، بل فضل الاستسلام لرغبة لجنة الحكام بعدم الاستعانة بطاقم أجنبي، ولا أدري كيف يتم موافقتها على ذلك وهي اللجنة الأسوأ في لجان الاتحاد، حيث أصبحت مضرب المثل بالأخطاء، حتى إن بعض إعلاميي الخليج يتناقلون الأخطاء بتعجب، ويحمدون ربهم أنه ليس لديهم هذا العك التحكيمي.
وبالتالي فلم يكن مستغرباً خروج الرئيس الشبابي وإعلانه صراحة أن أكثر ما يخشاه بمواجهة النصر هم الحكام، وبظني استرجاع شريط مواجهات النصر تحديداً تجعل الحديث مبرراً، بل ومقنعاً، فضلاً عن أن الفريق الشبابي وبشهادة المحلّلين التحكيمين والاجتماع الشهري قد سُلبت منه هذا الموسم بسبب أخطاء الحكام أكثر من 10 ركلات جزاء، فهل بعد هذا ما يمكن أن يقال؟!
أخيراً، كل ما يطلبه محبو الفريقين العدل والمساواة، فالنصراويون يريدون إن كتب لهم الفوز، أن يحتفلوا بانتصار لا تشوبه شائبة، والشبابيون يريدون الفوز وإن خسروا ألا تكون -كالمعتاد - بسبب صافرة.