شهد أمس الاثنين ما يمكن تسميته مشاورات اللحظة الأخيرة في محاولة لإنقاذ مؤتمر جنيف-2 حول الأزمة السورية، خصوصاً بعد أن سحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوة إيران لحضور محادثات السلام السورية واستبعادها تماماً من المشاركة بعدما أعلنت طهران أنها لا تؤيد اتفاق الانتقال السياسي الذي تم التوصل إليه في جنيف في يونيو - حزيران 2012 ويعتبر أساس المحادثات وهو الأمر الذي أكدت عليه المملكة العربية السعودية قبل ساعات من قرار مون، حيث أكدت وفقاً لمصدر مسؤول بأنها أيدت انعقاد جنيف اثنين على أساس أن دوره الأساسي هو تنفيذ قرارات جنيف، الأمر الذي حيث رحب به أيضاً الائتلاف السوري المعارض مباشرة.
وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم بان (يواصل (بان) حث إيران على الانضمام إلى التوافق العالمي حول بيان جنيف (ونظراً لاختيارها البقاء خارج هذا التفاهم الأساسي قرر (بان) أن تجمع مونترو في سويسرا غداً الذي يستمر يوماً واحداً سيمضي قدما دون مشاركة إيران).
وعلى هذا الأساس فإن تأكيد المملكة بأن إيران غير مؤهلة لحضور المؤتمر جاء التزاماً بموقفها الثابت إذ أكد المصدر المسؤول أمس أن المملكة كانت تدعو للسلام وتلبية مطالب الشعب السوري العادلة، إلا أن دعواتها ذهبت دون استجابة، ولذلك أيدت انعقاد جنيف اثنين على أساس أن دوره الأساسي هو تنفيذ قرارات جنيف واحد وهو ما صدر في الدعوات التي أرسلت للدول المشاركة في المؤتمر.
وشددت المملكة على موقفها من مؤتمر جنيف بأنها تلتزم بما التزمت به الغالبية العظمى من دول العالم، وبالتالي فأي دعوة لأي طرف لحضور مؤتمر جنيف يجب أن تكون مربوطة بالموافقة العلنية على شروط الدعوة، وهو أن يعلن رسمياً وعلنياً عن قبول هذه الشروط وأولها إنشاء حكومة انتقالية للسلطات، أما إيران فلم تعلن عن هذا الموقف مما لا يؤهلها للحضور، خاصة أن لها قوات عسكرية تحارب جنباً إلى جنب مع قوات النظام.
كما أكدت المملكة موقفها الثابت من دعم الشعب السوري لبلوغ أهدافه المشروعة في الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية والتضحية التي تكبدها جراء حرب ضروس شنها نظامه عليه.
كما أكدت المملكة في جلسة لمجلس الأمن أمس خصصت لبحث قضايا لشرق الأوسط أيضاً على موقفها الثابت لدعم الشعب السوري لبلوغ أهدافه المشروعة.
وأكد مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة أيضاً أن موقف إيران لا يؤهلها لحضور جنيف2.
بدورهما أكد كل من الولايات المتحدة وفرنسا أمس على ضرورة أن تؤيد كل من إيران وكل الدول المدعوة لجنيف2 العملية الانتقالية بسوريا وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور إنه الحد الأدنى المطلوب للمشاركة في هذه العملية السلمية.
كما أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في لاهاي أنه لا يمكن لجنيف-2 أن يتناول سوى جدول أعماله، أي المرحلة السياسية الانتقالية ولا يمكن التطرق إلى أي هدف آخر (أي استمرار نظام الأسد).