تتجه أنظار الغربيين (اليوم) إلى الحدث التقني الأهم حتى الآن في العام 2014م، وهو تسلُّم السعوديين النسخة المطورة من كمبيوترهم الخارق (سانام)، أسرع كمبيوتر صديق للبيئة في العالم؟!.
(سانام) كمبيوتر طوره السعوديون في المرحلة الأولى بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (كثاني) أسرع كمبيوتر عالمي، ثم تم تطويره لاحقاً بتقنية ألمانية، ومن المنتظر نقل الكمبيوتر إلى المملكة بعد تسلُّمه (الاثنين) ، بتكلفة بلغت (ثلاثة ملايين يورو) بحسب مركز (جي أس أي) الألماني الذي اختبر الكمبيوتر السعودي على مدى عام كامل، بعد أن انتهت مرحلة الاختبارات الدقيقة وتطويره من باحثين ألمان بمركز فرانكفورت للدراسات العليا، كما ذكرت (مجلة فوكس) في عددها الأخير، ليتم استخدامه في عمليات سريعة ومعقدة لأغراض علمية في رصد وإجراء حسابات بمجال علم الزلازل والملاحة الجوية والطقس والمعلومات الحيوية!.
حصولنا على هذه التقنية العالية، يُعيد للأذهان الكمبيوتر الصيني العملاق (تيانخه - 2) الذي شُغل في النصف الثاني من عام 2013 م، كأسرع كمبيوتر عملاق بحسب تصنيف مؤتمر (إس سي 13) الأمريكي للحوسبة الفائقة، الصينيون عادة لا يحتاجون إلى مساعدة الآخرين، هم يصنفون أنفسهم (كأمة مستقلة عظيمة)، علماؤهم يبتكرون، وعمالهم يصنعون، وهم يطورون بسرية، ثم يعلنون (ليبهروا) العالم لاحقاً، بكل تأكيد نحن لازلنا نستورد التقنية العالمية، ونستفيد من المتطور منها، وهذا ليس عيباً!.
السؤال الأهم مع استيراد وتطوير وجلب هذه (التقنية) لكمبيوتر (سانام): أين هم العلماء السعوديون الذين قاموا بتطويره في المرحلة الأولى؟! وهل تم منحهم الفرصة لتطوير قدراتهم أيضاً؟!.
هذا السؤال ننتظر أن تجيب عنه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية التي نفتخر دوماً بما تقدمه من إنجازات مُذهلة، لكن كم نحن متشوقون لمعرفة (علمائنا) الذين يعملون في هذه المدينة العظيمة في مجالات العلوم المتعددة، قد يكون إعلامنا مقصرا في تتبع وإبراز (العلماء السعوديين) العاملين في هذه التقنيات، لكن بكل تأكيد اللوم الأكبر يقع على عاتق المدنية التي يجب أن تمد جسور التواصل مع الإعلام بشكل أكبر، وهو ما نتمناه لاحقاً!.
برأيي لتبني (أمه عظيمة) تنتج تقنية (مُذهلة)، يجب أن يشمل التطوير (الإنسان أولاً) ثم (الآلة ثانياً)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.