استقبل فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ بقصر الرئاسة أمس الجمعة، وفد مجلس التعاون المشارك في الاجتماع الوزاري الثالث للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون وجمهورية الصين الشعبية برئاسة معالي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير خارجية دولة الكويت، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، ومشاركة الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، ووفود رسمية من دول مجلس التعاون. ورحب فخامة الرئيس الصيني بمعالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، وممثلي دول مجلس التعاون، مؤكداً اهتمام الصين بتعزيز علاقات التعاون مع دول مجلس التعاون في مختلف المجالات، مشيداً بدور مجلس التعاون على الساحتين الإقليمية والدولية، مؤكدا دعم الصين لجهود دول المجلس في هذا الشأن. من جانبه نقل معالي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الى فخامة الرئيس الصيني تحيات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس وتقديرهم لجمهورية الصين وحرصهم على تعزيز علاقات التعاون معها، كما أكد معالي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح اهتمام دول مجلس التعاون بتطوير وتنمية علاقاتها مع جمهورية الصين الشعبية في إطار الحوار الإستراتيجي القائم بين مجلس التعاون وجمهورية الصين الشعبية. من جهة أخرى اختتم في بكين اليوم أعمال الاجتماع الوزاري الثالث للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون وجمهورية الصين الشعبية. وترأس جانب مجلس التعاون معالي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. بينما ترأس الجانب الصيني معالي السيد وانغ بي وزير الخارجية الصيني، وشارك في الاجتماع سعادة محمد عبدالله الرميحي مساعد وزير الخارجية بدولة قطر ومعالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون، ووفود رسمية من دول مجلس التعاون. وقد ألقى معالي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في الاجتماع كلمة أعرب فيها عن أمله بأن تكون الجولة الثالثة للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون وجمهورية الصين فرصة لإعادة التأكيد على أهمية تعزيز العلاقات الوطيدة والمتينة والمتنامية بين الجانبين، باعتبارها إسهاماً فعالاً ومهماً لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وأكد معاليه بأن دول المجلعازمة على مواصلة التعاون مع الصين، وهي تنظر إلى الصين بوصفها شريكاً إستراتيجياً مثالياً، وتعول على مواقفها السياسية الداعمة للاستقرار والتعاون في دول المنطقة.
من جانبه عبر وزير الخارجية الصيني عن اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات وتطويرها بين الصين ودول مجلس التعاون، مؤكداً أهمية بذل الجهود المشتركة لتعزيز التعاون بين الصين ودول مجلس التعاون. وأشار الوزير الصيني إلى استعداد الصين للعمل مع دول مجلس التعاون للارتقاء بالعلاقات إلى مستويات جديدة. وقال إن العلاقات الخليجية الصينية أصبحت نموذجاً متميزاً للعلاقات بين الدول، منوهاً في هذا الصدد بما تحقق من خطوات في مجالات التعاون المشترك بين الجانبين. كما ألقى معالي الأمين العام لمجلس التعاون كلمة أعرب فيها عن أهمية هذا الاجتماع باعتباره خطوة مهمة تؤكد الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون والتشاور وفق أسس إستراتيجية واضحة المعالم الأمر الذي سيكون له نتائج إيجابية مباشرة على دولنا، وعلى الجهود التي تبذل لتعزيز الأمن والاستقرار والسلم الدولي. وقال إن هذا اللقاء ينعقد استجابة لرغبتنا المشتركة في تطوير الحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون والصين، بما يحقق المصالح المشتركة ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي. وأشاد الدكتور عبداللطيف الزياني بتنامي العلاقات بين دول مجلس التعاون والصين، خصوصاً في المجال الاقتصادي والتجاري، مشيراً إلى أن لدى الجانبين فرصاً كبيرة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما من خلال التبادل التجاري والاستثمارات، مضيفاً بأنه يجري العمل حالياً على تنفيذ خطة العمل المشترك للتعاون الاقتصادي والاستثماري والفني بين الجانبين للفترة من 2012م ـ 2015م. هذا، وقد وقع الجانبان على خطة العمل للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية الصين الشعبية للأعوام 2014م ــ 2017م، وذلك بهدف الارتقاء بعلاقات الصداقة القائمة بين الجانبين في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والمجال الفني والتعليم والثقافة والبيئة والطاقة والصحة والرياضة. وقد وقعها عن جانب مجلس التعاون معالي النائب الأول لرئيس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون، بينما وقعها عن الجانب الصيني معالي وزير خارجية الصين. وفي ختام الجولة الثالثة للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية الصين الشعبية، صدر البيان الصحفي التالي:
عُقدت الجولة الثالثة للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية الصين الشعبية في مدينة بجين يوم 17 يناير 2014. ترأس الاجتماع معالي وانغ يي، وزير الخارجية بجمهورية الصين الشعبية، ومعالي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بدولة الكويت، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون. وشارك في الاجتماع سعادة / محمد بن عبدالله الرميحي، مساعد الوزير للشؤون الخارجية بدولة قطر، (دولة الرئاسة القادمة لمجلس التعاون)، ومعالي الدكتور/ عبداللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون، ووفود رسمية من دول مجلس التعاون. وقد أعرب المجتمعون عن تقديرهم للقاء الذي تم مع فخامة الرئيس شي جين بينغ، مثمنين اهتمام فخامته ودعمه لتعزيز العلاقات الخليجية الصينية في المجالات كافة. وقد بحث الجانبان العلاقات بين مجلس التعاون وجمهورية الصين وسبل تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات، كما ناقش الجانبان القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للتقدم الذي حققته العلاقات بين مجلس التعاون والصين منذ الجولة الثانية للحوار الإستراتيجي في أبو ظبي؛ واستعرضا النتائج المثمرة التي أحرزها التعاون بين الجانبين في المجالات كافة. واتفق الجانبان على السعي إلى إقامة علاقات شراكة إستراتيجية بين مجلس التعاون والصين، وأكدا أن تعزيز الحوار والثقة المتبادلة بين الجانبين، ورفع مستوى التعاون المتبادل، يخدمان المصالح المشتركة للطرفين. وأعربا عن استعدادهما لمواصلة العمل لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بينهما في إطار آلية الحوار الإستراتيجي. وأقر الجانبان «خطة العمل للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون وجمهورية الصين الشعبية ( 2014 - 2017)»، التي حددت أهداف التعاون بين الطرفين في المجالات السياسة والاقتصادية والتجارية والطاقة وحماية البيئة وتغير المناخ والثقافة والتعليم والصحة والرياضة وغيرها، حيث تم التوقيع بين الجانبين على تلك الخطة.
ويرى الجانبان أن إقامة منطقة التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون والصين أمر يتفق مع مصالحهما المشتركة، لما لديهما من مقومات التكامل الاقتصادي القوية. ويؤكدان تطلعهما الى الإسراع في إجراء المفاوضات لإقامة منطقة تجارة حرة بين الجانبين.
واتفق الجانبان على أن منطقة الشرق الأوسط والخليج لها مكانة إستراتيجية مهمة، وأن الحفاظ على السلام والاستقرار فيها أمر يتفق مع المصالح المشتركة لدول المنطقة والمجتمع الدولي. وقد أعرب الجانب الصيني عن تقديره لجهود دول مجلس التعاون الرامية إلى حماية الأمن والاستقرار في المنطقة، وتأييده لدول مجلس التعاون لمواصلة دورها المهم في دفع التنمية والاستقرار في المنطقة.
وأعرب الجانبان عن استعدادهما لمواصلة توثيق التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية والإقليمية، بما يرسخ التفاهم بين الصين ودول المجلس. كما أكدت دول مجلس التعاون على الدور المهم للصين الشعبية تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط والخليج.. وأعرب وفد مجلس التعاون عن الشكر والتقدير للصين حكومة وشعباً على ما لاقاه من كرم الضيافة وحسن التنظيم. واتفق الجانبان على عقد جولة رابعة للحوار الإستراتيجي بين مجلس التعاون والصين في دولة قطر عام 2015م.