كشف سمو رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي الأمير د. فيصل بن عبدالله المشاري آل سعود بأن 20% من الأسئلة الموضوعة في اختبار القدرات العامة «تجريبية»، وهي لا تدخل في حساب الدرجات وتعطي مؤشرات فقط، مشيرا إلى أن أي سؤال لا يطرح أو يحسب في الاختبار إلا بعد تجريبه سابقاً، مؤكداً أن الغموض والصعوبة في اختبارات المركز يتم اكتشافها من خلال هذه الأسئلة التجريبية التي يؤدي كل منها 5000 طالب وطالبة على الأقل، جاء ذلك خلال الحوار الصحفي الذي أجري مع سموه، وأجاب فيه عن مجموعة من الأسئلة، فإلى نص الحوار:
* بداية.. هل هناك خطوات اتبعها (قياس) لإنجاز مشروع تقييم الأداء بالتعاون مع معهد الإدارة؟
- نعم، هناك خطوات وهى إيجابية بالطبع، فلا شك أن ثمة تعاون مثمر مع معهد الإدارة، وذلك كونه يركز على تقييم أدائنا في الخطة الإستراتيجية، وهذه الخطة يوجد بها مبادرات ومشاريع وخطة تشغيلية لكل عام، ونحن الآن بدأنا بالخمس سنوات الأولى، كما وضعنا مستهدفات في الخطة لكل المبادرات، ودور تقييم الأداء يساعدنا في وضع المؤشرات المناسبة لكل من هذه المبادرات، ونستهدف مثلاً زيادة عدد الأبحاث، والمقاييس الجديدة في تطوير الموظفين والمتخصصين، وخدمة المجتمع والمستفيدين وغيرها، كما سيتم توفير نظام آلي لإدخال البيانات، وبالتالي فإنه سيكون هنالك تقويم ربع سنوي ونصف سنوي لتقييم أداء الخطة الإستراتيجية.
* يُتهم (قياس) بوضع عوائق أمام من يخضع لاختباراته بدلاً من اختبار قدراتهم وكفاءاتهم الحقيقية؟
- سمعنا بهذه الاتهامات رغم وجود نموذج إلكتروني على موقع قياس، وأيضا وجود موقع التهيئة والتدريب الخاص بالمركز ونعلم أن بعض من يستعدون لخوض اختبارات (قياس) أو خضعوا لها بالفعل لم يحاولوا التعرف على طبيعة أسئلة الاختبارات، ونعلم أن البعض يشتكى من غموض صياغة الأسئلة وأقول لكل من يشتكي أو يتهم وهم قلة بالطبع إن الأسئلة تعد على مراحل من قبل المختصين، ويتم مراجعتها من قبل لجان محايدة، وأؤكد لكم أنه ليس هنالك سؤال يطرح في أي اختبار إلا بعد تجريبه سابقاً، مثلاً يكون هنالك 20 % من الأسئلة الموضوعة في الاختبار «تجريبية»، وهي لا تدخل في طبيعة الحال في الدرجات، كما أن الغموض والصعوبة جميعها يتم اكتشافها من خلال هذه الاختبارات التجريبية التي يؤديها 5000 طالب وطالبة على الأقل، إضافة إلى ذلك أن أي اختبار لا بد أن يكشف لنا مدى صعوبة الأسئلة أو غموضها، وقياس الفروق بين المختبرين.
* إذن.. المركز مهما حاول سيجد اللوم على غموض الأسئلة؟
- لا يوجد شك، فالطالب الممتاز لا يشتكي من الأسئلة، بعكس الضعيف يشتكي أكثر، والطلاب الذين يشتكون عادةً ما يكونون نسبة بسيطة، فالسؤال ذو الصعوبة فوق المتوسط مثلاً لا يجيب عليه سوى المتميزين، وهذا يميزهم عن غيرهم، كما أن هناك أسئلة سهلة يجيب عليها الطلاب ضعيفي الأداء وبالتالي لا يشتكون منها.
* ما الإجراء الذي اتخذه المركز تجاه المراكز التجارية التي تقدم التدريب على اختبارات (قياس)، وسبق أن حذرتم منها؟
- سياسة المركز الوطني للقياس والتقويم هي تقديم البديل الجيد والمجاني للطلاب، حيث قدم المركز موقع التهيئة والتدريب الإلكتروني والذي يغني عن المراكز التجارية، وهو يقدم خدماته بشكل مجاني، و يساعد الطالب على التهيئة والتدريب والاستعداد الجيد للاختبار من خلال المفاهيم العملية والاختبارات التدريبية داخل الموقع، ونحن لا نستطيع أن نمنع أحداً من المراكز التجارية خصوصاً وأنها مرخصة من قبل جهات أخرى معنية. وبرامج التدريب الإلكتروني التي أطلقها المركز، تستهدف تأهيل الطلاب للاختبارات وبصورة مجانية، وهي 3 أجزاء، منها ما هو تأهيلي، ومنها ما هو تدريبي، أما عملية بناء القدرات فهي تراكمية وتأتي مع بداية دراسة الطالب.
* ما مدى الاستفادة من موقع التهيئة والتدريب الإلكتروني الذي قمتم بإطلاقه؟
- هناك قبول عال من الطلاب، فهم يجرون اختبارات تجريبية من خلال موقع التهيئة والتدريب، و 80 % من الطلاب زاروا الموقع الإلكتروني للتأهيل، ولكن لا نعلم ما هو الوقت الذي يقضونه لإتمام هذا التأهيل، ما يهمنا هو عملية التدريب نفسها وهذه ظاهرة ايجابية بين الطلاب يجب ذكرها.
* نود أن نعرف هل العاملات في اللجان النسائية متطوعات أم موظفات أم يعملن بشكل موسمي؟
- لد ينا حوالي 76 لجنة نسائية يتم تشكيلها لاستخراج البطاقات الذكية ولمراقبة وتنظيم الاختبارات بشكل مهام موسمية، فالأعداد التي نحتاجها بالآلاف، وليس لدينا عمل لهن طوال الوقت، وبالتالي نحن نستقطب متعاونات و مراقبين ومراقبات بنظام التعاون بمقابل مالي و بشكل مؤقت، وفي حال انتقالنا إلى مراكز الاختبارات الدائمة أو المحوسبة فسنقوم بتوظيف بعض المراقبين والمراقبات بشكل رسمي.
* هل يتم إعفاء بعض الطلاب من رسوم (قياس).. وهل هناك محددات لطلب الإعفاء؟
- نعم، يتم إعفاء بعض الطلاب من المقابل المالي لدخول الاختبارات مراعاة لظروفهم الاجتماعية، وهم من أصحاب الإعاقات أو من يرد إلينا من الجمعيات الخيرية وغيرها، ويشمل الإعفاء أيضا الطلاب والطالبات من الأسر الفقيرة والتي يصرف لها ضمان اجتماعي، وقد صدرت التوجيهات السامية باعتماد ذلك، فالمركز ليس لديه إيرادات ولا ميزانية معتمدة من الدولة، ولكن سيكون هناك تعويض مقابل هذه الإعفاءات من قبل الجهات المعنية.
* هل يتاح للمعفين من المقابل المالي نفس العدد من المحاولات مثل الطالب الذي يقوم بدفع الرسوم؟
- نعم.. نحن نعفي إلى أكثر من متوسط عدد الاختبارات التي يقوم بها الطلاب الذين يدفعون الرسوم، مثلاً إن كان متوسط اختبارات الطالب الذي يدفع الرسوم هو 3 مرات، فنحن نعفي الطلاب أصحاب الاعاقات أو منسوبي الأسر الفقيرة لعدد 4 اختبارات، وهكذا.
* الانتقاد، التذمر، الملاحظات والشكاوى.. كيف تتعامل (قياس) معها، خاصة أنه دائماً ما يكون الاختبار شماعة الفشل في التوظيف والتعليم وغيرها: فهل تبادر (قياس) لاستقصائها من خلال مسح ميداني أو بأي طريقة أخرى تتبعها؟
- ليس هناك دراسات لقياس حجم الانتقادات الموجهة للمركز، لكننا نعتقد أن هذه النسبة قد تلازم بعض الشرائح. ففي فئة المعلمين فهي تلازم من يخفقون في تحقيق متطلبات النجاح في الاختبار وهؤلاء عادة يشكلون نسبة 50 %، والسؤال الآن: هل الجميع ساخطون ؟ والإجابة: لا ليس جميعهم، ففي كل الدول التي سبقتنا في هذا المجال، ستجد مثل هذه الأصوات الساخطة، ويوجد دول سبقتنا بـ 100 عام لديها مثل أنظمة «قياس» ولديها من ينتقد، وهذا يعزى إلى سلوك بشري بمحاولة إلقاء سبب الإخفاق إلى الغير.
* وهل هناك خطوات لتصحيح مثل هذه السلوكيات؟
ما نعمل عليه في المركز هو أن نثبت للمتقدمين أننا دائماً في صالحهم، وأننا مجرد أداة للقياس والتقويم، فمن يقيس وزنك مثلاً هو ليس سبباً في زيادته أو قلته، ولكن نحن مؤتمنون في إعطاء الوزن الصحيح، وبالتالي، نحن نسعى إلى تقديم المعلومات الصحيحة للطلاب حول قدراتهم، ومن مسؤوليتنا الاجتماعية رفع مستويات الطلاب وبرامج التأهيل والتدريب التي نعمل عليها كأحد الأدوات المهمة في ذلك.
* بعض الجامعات السعودية متهمة بالتقصير.. ما رأيكم في ذلك؟
- بلا شك المنصف والعادل هو الذي لا يعمم التقصير على الجامعات، التعميم يحمل مؤشرات الخطأ، أعتقد أن لدينا جامعات متميزة جداً ومدارس جيدة جداً، ولدينا مدارس غير ذلك وهذا أمر طبيعي.
* لكن قياس يتحكم في مدخلات الجامعات ؟
- لاشك أن المدخلات الجيدة ترفع من جودة مخرجاتها، وهى من أهم عناصر تحقيق الجودة في التعليم، فإذا بدأت الجامعات بمدخلات جيدة ورفعت مستواها سيكون الناتج الطبيعي هو التميز، والواقع أنه ليست كل المدخلات في الجامعات متميزة، والمركز يعطي مؤشر لمستويات الطلاب، ولا يتحكم في القبول أو خلافه، فالجامعات هي من تقرر في نهاية الأمر من تقبل ومن لا تقبل. وقد تقبل من الشرائح المتدنية المستوى من باب مسؤوليتها الوطنية، ولكن الفارق الذي تصنعه الجامعة في تطوير الطلاب هو ما يعطي الجامعة التميز.
* ما أبرز التوصيات التي أنتجتها ندوات ومؤتمرات (قياس).. وهل دخلت حيّز التطبيق بالفعل؟
- نتعامل ونتفاعل سريعاً مع جميع التوصيات، وعلى سبيل المثال تناول مؤتمر «قياس» الدولي الأول موضوع الاختبارات ومعايير القبول، وبناءً على ذلك استمر المركز في تطوير الاختبارات واستكمال الدراسات التي تطور الاختبارات، كما أننا استفدنا من هذا المؤتمر في أننا تعرفنا على موقعنا الحقيقي بالنسبة للمنظومة العالمية، ونعرف قيمتنا كمنافس عالمي يقدم منتجات علمية متميزة.
* هل تم الاعتراف عالمياً باختبار اللغة العربية لغير الناطقين بها ؟
- لا يأتي الاعتراف عالمياً بأي اختبار ومنها اختبار اللغة العربية لغير الناطقين بها من خلال أي منظمة أو جهة، لكن مؤشر الاعتراف هو قبول هذا الاختبار من قبل الجهات المعنية المهتمة، وندوة اللغة العربية التي أقامها المركز، كشفت أن هنالك قبولاً لهذا الاختبار، ومع الوقت سيكتسب هذا الاختبار الانتشار. فمثلا اختبار «التوفل» المعتمد عالمياً، جاء الاعتراف به من خلال الانتشار واعتراف المؤسسات العلمية به، ولدينا مثلاً اختبار «STEP» الذي جعلته الجامعات والجهات الحكو مية المحلية شرطاً مقبولا يعطي اعترافا داخليا. لكن من مسؤوليات المركز تعزيز قوة وعلمية هذه الاختبارات والتأكد من مطابقتها للشروط المعيارية لمثل هذا النوع من الاختبارات.