دعت أكاديمية في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالرياض المسلم والمسلمة إلى المحافظة على ألسنتهم من الوقوع في الزلل، والكلام البذيء الذي فيه مخالفة لما جاء في كتاب الله - عز وجل - وسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - مؤكدة أن خطر اللسان لا يخفى، ومصائبه لا تحصى.
وقالت : الدكتورة خلود بنت عبدالله الجماز أستاذ التفسير المساعد بجامعة الأميرة نورة إن اللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة، وعلى الرغم من صغره لكن جرمه وطاعته عظيم، إذ لا يستبين الكفر بالايمان إلا بشهادة اللسان وهي غاية الطاعة والعصيان، ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم، ولا ينجو من شر اللسان إلا من قيده بلجام الشرع فلا يطلقه إلا بما ينفعه في الدنيا والآخرة، فخطر اللسان عظيم ولا نجاة من خطره إلا بالصمت قال - صلى الله عليه وسلم - : (من يتكفل لي بما بين لحييه ورجليه أتكفل له الجنة ) رواه البخاري، وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (عن أكبر ما يدخل الناس الجنة فقال تقوى الله وحسن خلقه، وسئل عن أكبر ما يدخل الناس النار فقال الأجوفان الفم والفرج).
وواصلت قائلة : إن للسان آفات كثيرة منها الفحش والسب واللعن وبذاءة اللسان وهي مذمومة منهي عنها قال - صلى الله عليه وسلم - (إياكم والفحش فإن الله تعالى لا يحب الفحش ولا التفحش)، وقال - صلى الله عليه وسلم - ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء)، وقال القرطبي رحمه الله: وقد أكثر الناس الكلام في تفصيل آفات الكلام وهي أكثر من أن تدخل تحت حصر وحد البذاءة وحقيقتها فهي التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة، وهناك عبارات فاحشة يستقبح ذكرها ويستعمل أكثرها في الشتم والتعيير، وقال - صلى الله عليه وسلم - (سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر)، ومن البذاءة أيضاً اللعن، اما لحيوان أو جماد أو إنسان، وكذلك مذموم قال - صلى الله عليه وسلم - ( المؤمن ليس باللعان)، وقال أيضاً (إن اللعانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة )، كما أن من المحرمات أيضاً التي لا يجوز التساهل فيها . الغيبة والنميمة قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}، قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: والله الذي لا إله إلا هو ما على ظهر الأرض أحق بطول سجن من اللسان، وعن البراء بن عازب أن رجلاً قال: يا رسول الله علمني عملاً يدخلني الجنة فذكر الحديث وفيه قال (فأطعم الجائع، واسق الظمآن، وامر بالمعروف، وانه عن المنكر فإن لم تطق ذلك، فكف لسانك إلا من الخير), فليس الكلام مأموراً به على الإطلاق، ولا السكوت كذلك، بل لابد من الكلام بالخير والسكوت عن الشر.
احذر لسانك أن تقول فتبتلى.. إن البلاء موكل بالمنطق وانتهت عضو هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة قائلة: إن خطر اللسان لا يخفى، ومصائبه لا تحصى، ورب فلتة منه أوردت النار، وأورثت الخسارة والعار والشنار، فيجب علينا مراقبة ما نقول وننطق ونستشعر قوله تعالى {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.