أكدت وزارة النقل انهيار الجزء الشمالي الغربي لأحد معابر الإبل على طريق الرياض - الدمام السريع قبل الوصول إلى الدمام بحوالي (35) كلم، وذلك مساء يوم الخميس 16 /2 /1435هـ الموافق 19 /12 /2013م، نتيجة تآكل حديد الشد المسبق في الجزء القريب من الدعامة الوسطى.
وأشارت الوزارة إلى أنه بناءً على نتائج الدراسات التي قام بها معهد البحوث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بطلب من وزارة النقل حرصاً على توخي الحيادية والدقة، تود أن توضح ما يلي : -
* قام فريق جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وعدد من مهندسي الوزارة بالوقوف على موقع المعبر بعد انهيار جزء منه وأثناء وبعد عملية الإزالة .
ومن خلال الفحص والمعاينة الحقلية ومن نتائج الاختبارات المعملية ومراجعة التصميم تبين ما يلي : -
1-حدث انهيار الجزء الشمالي الغربي من المعبر نتيجة تآكل حديد الشد المسبق في الجزء القريب من الدعامة الوسطى ، وحيث إن بلاطة الجسر من النوع المجوف والمسبق الإجهاد وأثناء أعمال الشد نتج حدوث تشققات في الخرسانة، مما وفر فرصة لحدوث تسرب مياه أدت لتوفر الأوكسجين والمياه والأملاح ، وعليه فإنّ جميع العوامل المساعدة لحدوث ظاهرة الصدأ قد توفرت وبدأت مهاجمة الخرسانة، وبالتالي أدى ذلك إلى الوصول إلى الكيابل الرئيسية التي تقوم بمقاومة الأحمال مما أدى إلى تأثرها بتلك الظاهرة وحدوث الانهيار المفاجئ لهذا الجزء من المعبر ، أما باقي الكيابل في معظم أجزاء المعبر فهي سليمة ولا يوجد بها أثر للتآكل .
2-دلت النتائج على أن جودة خرسانة المعبر عالية في أغلب الأماكن، حيث تراوحت قوة الضغط بين (43 - 50 ميقا باسكال) «مليون نيوتن على المتر المربع» للعينات الإسطوانية التي أُجري عليها الاختبار .
أوصى الفريق بمناسبة تغيير الإسطوانات (Ducts) الخاصة بالكيابل المسبقة الإجهاد لتكون من نوع البلاستيك بدلاً من الحديد المجلفن، وذلك لضمان مقاومتها لظاهرة الصدأ وكذلك تغيير حواجز ومصدات معابر الإبل المعدنية بأخرى غير معدنية لمنع حدوث عملية التآكل، وهذا ما ستقوم الوزارة على تنفيذه وتعميمه على كافة الجسور والمعابر في مناطق المملكة ذات البيئة المشابهة .
وتعمل الوزارة وبصفة مستمرة وبكل إمكانياتها المتاحة، وهي إمكانيات جيدة، بالكشف الدوري على كافة منشآت الطرق المنتشرة في المملكة سواءً الجسور أو الأنفاق أو العبارات .
وتقوم الوزارة من خلال مهندسيها وجهازها الفني وعقود الصيانة البالغ عددها (80) ثمانون عقداً بعملية الكشف بشكل دوري منظم على هذه الجسور وكلها سليمة ولله الحمد ، إلاّ إنه ونظراً لضخامة العدد الذي يزيد على (5742) جسراً موزعة على شبكة الطرق في المملكة نُفذ عدد منها منذ سنوات طويلة جداً ، ونظراً للتوسع الكبير في شبكة الطرق وانتشارها في كافة أنحاء المملكة، وبالتالي توسعت عمليات التشغيل والصيانة فإن الوزارة تسعى للاستعانة بخبرات شركات عالمية متخصصة في مجال بناء وصيانة الجسور ومنشآت الطرق وابتعثت عدداً من المهندسين للدراسة والتدريب في أمريكا وأستراليا وكندا لبناء كوادر سعودية متخصصة في بناء الطرق وصيانتها ، مع التركيز في الابتعاث على دراسة صيانة الجسور والأنفاق .
ومن جهة أخرى تُجري الوزارة حالياً تحقيقاً شاملاً ودقيقاً مع كافة الأطراف سواءً مقاول الصيانة أو الجهة المسؤولة في الوزارة لكشف أوجه الخطأ ومحاسبة المُقصر.
وتود الوزارة أن تتقدم بجزيل الشكر لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وتخص بذلك فريق البحث على العمل العلمي المتميز الذي ظهر به التقرير .