بريدة - عبدالرحمن التويجري / تصوير - سيد خالد:
لم يعد ذلك المكان الصحراوي المهجور منذ عشرات السنين شرق مدينة بريدة داخل الكثبان الرملية التي تحيط بمركز الطرفية الشرقية موحشاً كما السابق بظلامه وهواجس الليل التي تحيط بجنباته، إذ خلال سبع سنوات من العمل المتنامي المنطلق من نقطة الصفر من قبل أمانة منطقة القصيم تحول إلى نقطة إشعاع حقيقية للترويح السياحي الربيعي عبر مهرجان ربيع بريدة، مستلهماً من همة قياداته التنفيذية ومجموعة من الشباب السعودي وعدد كبير من السيدات السعوديات وقوداً نحو التطوير، فمن خيمة واحدة للفعاليات وساحة وحيدة للعروض إلى مدينة متكاملة تحوي كل ما ينتظره الهارب من روتين المدينة وتوقف لغة التغيير.
اليوم أصبحت «مدينة الطرفية السياحية» الوجهة المفضلة لعدد كبير جداً من السياح في المملكة، والوجهة الأولى لسكان منطقة القصيم تحديداً، بعد أن استثمرت أمانة القصيم أكثر من خمسة ملايين متر مربع، ليكون ساحة البرامج والفعاليات العائلية، بداية من الطفل الصغير مروراً بالأولاد والأمهات والبنات، وحتى رب الأسرة، بل حتى كبار السن من الأجداد، فالكل يجد ما يبحث عنه من المتعة والتثقيف والمسابقات وعبق الماضي وروح الحاضر، ببانوراما منظمة ومهيأة ومريحة بوجود كامل الخدمات المساندة لكل الفئات، بل حتى ذوي الاحتياجات الخاصة يجدون الممرات الخاصة الآمنة والترحاب الخاص والتنقلات المرتبة.
مهرجان ربيع بريدة رقماً وواقعاً وأهمية أصبح رقماً صعباً بخارطة مهرجانات الهيئة العليا للسياحة، فقد خطف وبجدارة تامة جائزة أفضل مهرجان شتوي على مستوى السعودية عام 2012م، بتنوع البرامج وجودة تحقيق غايات المستهدفين والنمو الهائل بعدد الزوار. وتخطط اللجنة التنفيذية هذا العام لوجود مليون زائر عندما ينطلق المهرجان الشهير يوم الخميس القادم، سعياً للوصول لحاجز المليون زائر خلال الأعوام القادمة.
ولم يقتصر الحضور الجماهيري لمهرجان بريدة على الجنسية السعودية، بل كان لأكثر من ست عشرة جنسية مختلفة، حضوراً لافتاً وكبيراً من خلال القروبات السياحية التي يتم تنظيمها بترتيب من هيئة السياحة. وقد لقيت فعاليات المهرجانات اهتماماً وتقديراً كبيراً من قبل القروبات السياحية والتي أخذت عهداً بمعاودة الزيارة كل عام، وهو ما حصل خلال العامين الأخيرين.
كما أن المرأة السعودية حضرت لتكون مرتكزاً أساسياً بفعاليات المهرجان، مساندة للتنظيم، مشاركة بالعروض والفعاليات، إذ تخطي ساحة السوق الشعبي الشهيرة بجودة ما تقدمه من أكلات أو منسوجات ومبيعات وصناعات يدوية وأدوات التجميل الشعبية وغيرها حيث تخطى عدد المشاركات حاجز المائة وثماني عشرة مشاركة يتم تقديم كل الإمكانات لهن بالمجان من قبل إدارة المهرجان.
ولأن الشباب في وجدان المهرجان، فقد حددت إدارة المهرجان ميداناً خاصاً آمناً وبمواصفات دقيقة ليكون محضناً لتنمية مواهبهم وجلب قدراتهم ومتعتهم عبر سباقات السيارات ذات الدفع الرباعي (جيب ربع)، وعبر السيارات الكلاسيكية التي تعطي للسباق متعة أخرى.
كما يحوي المهرجان أحد أكبر استعراض للسيارات التراثية والكلاسيكية على مستوى الوطن العربي، حيث يشارك المهتمون بالسيارات التراثية بعروضهم وسط ساحة كبيرة محددة لهم، يتاح من خلالها للزوار الحضور ومشاهدة السيارات كما يتاح للعوائل التنقل والتمتع بالنظر لتلك السيارات التي تشهد بين فترة وأخرى مزاداً للبيع للمهتمين بها.
وتشارك القوات البرية سنوياً بالمهرجان عبر معرض متكامل يحوي الكثير من المعلومات والرسومات والنماذج المستخدمة في أنشطة وأجهزة الدفاع البري، كما يتاح للزوار مشاهدة طائرات الهليكوبتر المثيرة وهي تعانق سماء المهرجان بعروض جوية أصبحت ماركة مسجلة باسم مهرجان ربيع بريدة.
المدير التنفيذي لمهرجان ربيع بريدة الأستاذ عبدالعزيز المهوس قدم شكره لكل الداعمين للمهرجان وعلى رأسهم أمين منطقة القصيم المهندس صالح الأحمد وكل قيادات ومنسوبي الهيئة العليا للسياحة والمساندين وداعمي المهرجان عبر الرعاية على جهدهم الكبير لإنجاح المهرجان، موضحاً أن مفاجآت كبيرة ومتنوعة وتجديد حيوي طرأ على الكثير من الفعاليات ستكون مثار تقدير الجميع من الزوار بإذن الله، مرحباً بكل زوار المهرجان من جميع مناطق المملكة بمدينتهم بريدة، ومتطلعاً إلى أن يواصل المهرجان تميزه السنوي بطاقمه الشاب الرائع.