بدأت الجهات الأمنية في حملتها المستديمة لمتابعة المتخلفين عن النظام, وفي الوقت نفسه تواصل إدارات الشرطة والمرور والجوازات العليا تطوير أجهزتها، وتدريب منسوبيها؛ من أجل مواكبة الأهداف لاستتباب النظام, واتباعه, والتقيُّد بنظمه فيما يخص الوثائق الرسمية التي تؤكد الهوية للمواطن، والمقيم، لتعين على الوضوح، وتسند الأفعال لأصحابها.. من جهة, ومن جهة أخرى لتحقق في المسارات استقامة الفرد في استخدام وسائله, وطرقها.. والتعامل مع وثائق التحقق من فرديته.. وسلامة وضعه, وصواب مساره.
فالأمة التي تنشد حضارة تواكب في تفاصيلها معرفة، والتزام الفرد بواجبه قبل حقه, وبحقه مع واجبه, وقبله.. وتعمل ليل نهار من أجل تعاضد أفرادها لتحقيق هذه الغايات، لمحصلة نهائية هي تكامل وتكاتف أجهزة الأمن، والجمهور, بتطبيق بنود الأنظمة فيها عن وعي, واستتباب عن قناعة، تتمكن هذه الأمة من جعل مجتمعاتها ذات سمات متميزة استقراراً, وعدلاً، ومهابة قانون.. وتعاملاً يحترم به الفرد الحدود, ويقيم لها وزنها في حسه، وأدائه..
في الأيام القليلة الماضية، ومن قبلها, وقفنا على منجزات الشرطة، والجوازات, والمرور..
وتابعنا في بعض تصريحات ولقاءات، كان آخرها لقاء الثامنة مع اللواء عبدالرحمن المقبل المدير العام للمرور الذي عرفنا منه الكثير مما لا نعرفه عن منجزات مؤسسته الميدانية، والمكتبية, ومنها ما جاء عن اللواء سعود اليحيى المدير العام للجوازات، وهو يبين العديد من نشاطات وأداءات الجوازات، في مواكبة مؤسسته مع التحديث, ومنها هذه الحملة الأخيرة التي قامت بها شرطة الرياض لمتابعة وضع المتخلفين, وما بذله اللواء سعود الهلال من المتابعة والتوجيه.. ونحو ذلك مما تحمله لنا الوقائع, والكثير الذي نقف عليه بأنفسنا من الجهود الدؤوبة لهذه المؤسسات الأمنية والنظامية..
وفي كل ما تقوم به إداراتها وأفرادها ما يستحق وقفة تقدير، ومد كف شكر, وتأكيد شراكة ينبغي معها تجاوز أية هفوات فردية ترد عفواً أو قصوراً من قلة في أفرادها, تبقى زلات فردية قابلة للتوجيه والاحتواء.. شأن كل فرد لا يتساوى مع الآخر..
لأن الجهود التي تبذل في جهاتهم كثيفة، ودائمة، وكبيرة، تقض راحة الرجال العاملين في هذه المؤسسة الأمنية مختلفة المسؤوليات، وتزيد مسؤوليتهم، وتعظم الثقة فيهم، بما يجعلهم موقع تقدير لا ينكر ما لهم من الحق علينا..
ويبقى دور كل فرد في هذا الوطن ليواكب معهم، ويتكاتف مع جهودهم، فيصحح ما عليه, ويمكِّن ما لمؤسساتهم من واجب التعاون والامتثال والتقيُّد، ليكون النظام سيد التحضر، وعنوان سلوك الأفراد..
أحيي المرور في شخص اللواء عبدالرحمن المقبل, وأحيي الجوازات في شخص اللواء سليمان اليحيى.. وأحيي شرطة الرياض في شخص اللواء سعود الهلال، كما أحيي عامة الأمن في شخص اللواء عثمان المحرج مدير الأمن العام، هؤلاء الذين يمثلون نماذج المسؤولين ذوي الخلق.. والتواضع.. والمبادرة.. وقد وقفت شخصياً على هذا في كثير من المواقف التي يتطلب منا فيها التعاون، أو السؤال، فيكونون خير من يجيب بأريحية، وتفانٍ.. كما أحيي كل رجل أمن في مكان عمله مخلصاً، ومتواضعاً, ومتفاعلاً بخلق, والتحية أيضاً لكل مواطن ومقيم وهم يتعاملون بوعي مع الأنظمة، وصدق.
وفقكم الله.. ومكَّن غاياتكم من الفلاح، فأنتم على ثغور أمن الوطن, وأنظمته الحيوية، وأدواره ذات العلاقة الحميمة بأنفاس كل فرد فيه..
ووفَّق الله كل فرد في هذا الوطن لأن يكون نموذجاً حيوياً للوعي، والالتزام, والتطبيق.. ويكون خير معين في مؤازرة جادة وصادقة معكم.