وشر السهام رواء النعم

يتميز أبناء هذا الوطن الغالي وطن الحرمين الشريفين ومهد الرسالات ومسرى رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالكثير من الفضائل بفضل الله ثم بفضل سيره على النهج القويم كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- والسلف الصالحين من بعده... إلا أن ما صار يؤخذ على أبنائه ما صار من تسامح وان بدا وراءه الغرض الحسن وحسن النية إلا انه ما يعُد من الممارسات غير اللائقة بهذا المجتمع ومنهجه.... ومن ذلك المبالغة والمباهات مما صار من مألوف العادة حين إقامة احتفالات الزواجات والتي صارت مما يتكلف فيها الناس من صرف للكثير من الأموال مخالفة للسنة... وكما لعلمائنا الأجلاء حيث يقول فضيلة الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله- في (الصداق والمهر)... السنة تخفيف المهر ودليل ذلك فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-... كان صداقه وصداق بناته من أربعمائة إلى خمسمائة درهم بما يعادل (112) ريالا سعوديا أو مائة وأربعين ريالا، هذا الذي ينبغي أن يكون المهر عليه وليس بواجب... أما فيما يتعلق بوليمة العرس... يقول الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله- تسن وليمة العرس بما يقتضيه العرف على الموسع قدره وعلى المقتر (الفقير) لكن بشرط ألا تصل إلى حد المباهاة والإسراف فتكون محرمة أو مكروهة، ويأتي في ذات السياق ما صار شأن الكثيرين من إقامة الولائم الباذخة في منزل المتوفى وإن بدا في ذلك من حسن النية كما ذكرنا إلا أنه مخالف للسنة المطهرة... إذ من السنة صنع الطعام لأهل الميت فعن عبدالله بن جعفر قال لما جاء نعي جعفر- رضي الله عنه- حين قتل قال النبي -صلى الله عليه وسلم- اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم وكما جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز- رحمه الله- ويكره الجلوس التعزية والاجتماع من أجلها يوماً أو أياماً لأن ذلك لم يعرف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن خلفائه الراشدين.. فحري بهذا المجتمع المنقاة عقيدته من كل الشوائب والشبهات أن يكون أكثر دراية وعناية بالسير على ما صار من السنة المطهرة.. وأن بدأ في المجتمع من صار إلى إلغاء مثل تلك الممارسات ولاسيما في حالات الزواج وهم من الأسر الكريمة المعروفة إلا أن المطلوب أن يكون ذلك نهج الجميع.. نسأل الله أن يحفظ هذه البلاد ويحفظ شعبها... قبلة المسلمين وقدوتهم وأن يديم عليها نعم الرخاء وأن يجنبها شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه سميع مجيب.