مما ينطبق على المملكة العربيَّة السعوديَّة من المسميات الحديثة (مسمى دولة الإدارة) بعد أن أصبحت نتائج أعمال الكثير من قطاعاتها الحكوميَّة وحتى الأهلية تحقق المزيد من الرخاء والرفاهية والسعادة للمواطنين.. في مختلف المجالات مما يتطلب إعطاء الإدارة ما تستحقه من أهمية كالعناية بالمدير الذي لا بد من حسن اختياره ومن ثمَّ التمكين له من إبراز قدراته ونجاحه؛ لأن في ذلك تحقيقًا لمصلحة الأمة مثلما ينبغي أن يأتي وفي نفس ذلك المسعى السعي لتطوير وتحديث الأنظمة لأنّها من أسباب النجاح وبلوغه بالدرجة المطلوبة.. ولا ننسى وعلى سبيل المثال أن المرحوم الدكتور غازي القصيبي كان ناجحًا في كلِّ قطاع حكومي أتيح له التمكين من قيادته إلا أننا لا يمكن أن نعطيه هذه الصفة على إطلاقها فيما محاط بكفاءات وقدرات لا يمكن تجاهل دورها وفيما حققه من نجاح إلا أنّه في الواقع كان مشروع نجاح.. ومشروع النجاح لا يتحقَّق له بلوغ مراده وأهدافه ما لم يكن قد توفر له الدعم الكافي من عناصر النجاح الكفيلة بإنجاحه.. مثلما مختلف القدرات التي كانت تحيط بهذا الرمز تلك التي كانت تحيط بالدكتور غازي القصيبي التي لها دورٌ مشهودٌ في دعم نجاحه مما كان يتطرَّق إليه في كتبه التي كان يتناول فيها تجاربه الناجحة والموفّقة.. ومن هنا لا بد من الحرص على تولية العنصر الوظيفي القيادي الناجح وإحاطته بمن يشدّون أزره.. مثلما مراجعة الأنظمة واللوائح بين الحين والآخر وإزالة كل عائق للوصول للنجاح والسرعة المطلوبة لاسيما وقد صرنا دولة متقدِّمة برغم ما نواجهه من التحدِّيات والاستهدفات ممن لا يسرُّهم بلوغ هذا البلد لمدآت التطوّر وديمومة الطمأنينة لأبنائه ولا يخفى أن تقدم الإدارة في بلد سببًا من أسباب تقدمها وسرعة نموها وقدراتها على استخدام ثرواتها وإمكاناتها المتاحة.. مما لا يتم إلا من خلال قوتها البشرية ذات الطاقات الخلاقة والمبدعة، ففي الإدارة يكمن النجاح والفشل ولهذا لا بد من إعطائها ما تستحقه من العناية والرِّعاية والاهتمام.. مثلما يتاح الابتعاث للشباب لتلقي التَّعليم في الجامعات المتقدِّمة ينبغي أن يتاح بشكل مبرمج للمديرين على مختلف درجاتهم تلقي التدريب في تلك الدول على أمل بلوغ ما بلوغه والوصول إلى ما وصلوا إليه مثلما اكتسابهم لمهارات جديدة لا يخفي مدى حاجاتهم إليها.