رحَّبت القوى السياسية المصرية بالإشارات الإيجابية التي أبداها الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع حيال ترشحه لرئاسة الجمهورية، مؤكدين أن السيسي زعيم كبير وقادر على النهوض بمصر ومواجهة التحديات وإعادة البلاد إلى مكانتها الطبيعية عربياً وإقليمياً ودولياً. وقال حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق مؤسس التيار الشعبي إن لجوء الفريق السيسي إلى أن يطلب رأي الجيش والشعب في الترشح لرئاسة الجمهورية قرار منطقي، مشيراً إلى أن أهداف الثورة هي المقياس الذي سنقيس عليه مرشحو الرئاسة والبرلمان، وإلى أي مدى يستطيع كل منهم تحقيق هذه الأهداف. وقال صباحي إنه شخصياً لن يترشح للرئاسة إذا وجد أن هناك مرشحاً آخر ينفذ برنامج الثورة.
فيما أكد الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق أن الشعب صاحب الاختيار، وكل من كانت لديه القدرة والقبول العام لتحقيق الأمن للوطن والمواطنين نؤيده بلا شك، والاتجاه الكبير الذي يتجه إليه الشعب المصري الآن هو الرغبة في ترشح الفريق أول السيسي للرئاسة، ويرون فيه المنقذ والقادر على إصلاح ما أفسده الدهر، وما فسد في الدولة، وأنا أرى هذا، وأؤيد ترشح السيسي للرئاسة، وأقول له إنني أدعو الله أن يكون على يديه تحقيق الأمن والعودة للاستقرار، وتحقيق رغبة الشعب فيما يرجوه من الوصول إلى حاكم يحقق طموحاته.
فيما قال حسين عبد الرازق القيادي اليساري إن حديث الفريق أول عبد الفتاح السيسي حول الترشح لرئاسة الجمهورية يدفع كل من أعلنوا نيتهم خوض انتخابات رئاسة الجمهورية، سواء أولئك الذين أعلنوها صراحة أو الذين ربطوا ترشحهم بترشحه، لإعادة النظر في فكرة الترشح للرئاسة ومراجعة أنفسهم. وأشار «عبد الرازق» إلى أن حديث السيسي يُعد بمنزلة أول تصريح منه يؤكد أنه ماضٍ في سبيله للترشح لرئاسة الجمهورية، وهو ما يجبر الجميع على إعادة حساباتهم.
من جانبه قال الدكتور جمال زهران الخبير السياسي إن التفويض الذي يقصده السيسي من الشعب المصري من أجل إعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية هو خروج الشعب من أجل الاستفتاء على الدستور، والتصويت بنعم. مضيفاً بأن تفويض الجيش للسيسي من أجل الترشح لرئاسة الجمهورية حصل عليه في اللحظة نفسها التي طلب فيها منهم ذلك، عندما صفق له جميع قادة الجيش بطريقة حادة لحظة إلقائه الكلمة. فيما أكد الدكتور محمد عبد اللطيف نائب رئيس حزب المؤتمر أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي حصل على تفويض من القوات المسلحة بترشحه للرئاسة، وذلك في نهاية الندوة التثقيفية التي عقدتها الشؤون المعنوية، عندما قام مقدم الندوة بإجراء استفتاء بين الحضور من قادة القوات المسلحة والجنود حول فكرة ترشح السيسي لتمتلئ القاعة بالهتاف «فوضناك، فوضناك». وقال نائب رئيس حزب المؤتمر إن السيسي لا يمتلك العصا السحرية لتغيير الواقع في مصر عندما يتولى الرئاسة؛ لذا طالب في كلمته بضرورة عمل الجميع من أبناء الوطن لبناء البلاد، خاصة أنه لا يمتلك خطة الـ100 يوم مثل ادعاء الرئيس المعزول، لكنه أكد ضرورة العمل يداً واحدة لبناء مصر. وأضاف «عبد اللطيف» بأن السيسي سوف يحصل على التفويض الثاني من الشعب كما طلب لترشحه للرئاسة خلال الاستفتاء على الدستور. بينما أكد عصام الإسلامبولي الفقيه القانوني أن الفريق أراد أن يستغل حب الناس له في حثهم على المشاركة في الاستفتاء على الدستور، لافتاً إلى أن حديثه حول التفويض الشعبي لخوض الرئاسة المقصود به الآن حشد المصريين في الاستفتاء كخطوة أولى. مضيفاً بأن الخطوة الثانية ستعقب الاستفتاء على الدستور، المقرر له 14 و15 يناير، في ذكرى الثورة في الخامس والعشرين من الشهر نفسه عن طريق حملات شعبية ومظاهرات لمطالبته بالترشح، ولإجباره للنزول إلى إرادة الشارع، ومطالبتهم له بخوض سباق الرئاسة.
إلى ذلك دعا تحالف دعم الإخوان المؤيد للرئيس المصري السابق محمد مرسي إلى مظاهرات حاشدة وتصعيد ثوري ومقاومة سلمية من أجل إسقاط الدستور، الذي يتزامن مع احتفالات المولد النبوي الشريف، وخصص الأسبوع الذي سماه «أسبوع إسقاط استفتاء الدم» من أجل مظاهرات رافضة للدستور والاستفتاء عليه. وقال مجدي قرقر القيادي بالتحالف إنهم دعوا إلى تصعيد شعبي يوم ذكرى المولد النبوي، واستثمار اليوم، بوصفه عطلة رسمية، من أجل التمهيد للتصعيد ضد الانقلاب العسكري؛ فالأعياد الدينية والمناسبات الوطنية تكون دافعاً لمزيد من التصعيد في الشارع.