صرَّح الرئيس محمود عباس بأن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين لأراضيهم المحتلة عام 1948 «مثل الزواج، حق شخصي، للإنسان الفلسطيني أن يقرر ما يريد ويختار».
وقال الرئيس عباس أمام وفد شعبي من القدس المحتلة خلال لقائه بهم بمقر الرئاسة في مدينة رام الله بالضفة الغربية: «حق العودة خيار شخصي، لا تملك السلطة ولا الدولة ولا المنظمة ولا أبو مازن ولا القادة أن يحرموا شخصًا من حقه في العودة».
وأضاف «قد تكون هناك خيارات، وعلى اللاجئ الفلسطيني أن يختار، هناك تعويض وتفاصيل أخرى، لكن حتى الأب لا يستطيع أن يتنازل عن حق أولاده، يُسأل الشخص لأن هذا الموضوع حق شخصي».
وحول مفاوضات التسوية الجارية حالياً بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أوضح الرئيس عباس أن مدتها تسعة أشهر، مضيفاً «بعدها نحن أحرار فيما نفعل، فالمدة ليست مفتوحة، بل محددة، وموقفنا المجمع عليه ليس سرًا، وكتبنا فيه رسائل، وغداً هناك اجتماع للجنة المتابعة العربية مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وسيتم إبلاغه بأن القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين، ومن دون هذا لا يوجد حل، ولا أحد مخول بأن يوقع». وتابع الرئيس عباس «من دون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين لن يكون هناك سلام بيننا وبين إسرائيل. سمعت اليوم أنهم يرفضون ذكر القدس في أية محادثات أو مفاوضات، فليقولوا ما يقولون، ما لم تكن القدس مذكورة بالقلم العريض الواضح أنها عاصمة دولة فلسطين فلن يكون معهم سلام، وليسمعوا هذا». وشدد الرئيس الفلسطيني «نسمع كلاماً كثيراً حول العاصمة هنا وهناك، العاصمة في القدس وما حولها، العاصمة في القدس التي احتلت عام 1967».
وكان الرئيس الفلسطيني قد قال في وقت سابق خلال لقائه وفد اتحاد الإذاعات العربية الجمعة: «لا يجوز ترك الشعب الفلسطيني وهذه الأرض وحيدَين أمام اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين». وتابع الرئيس عباس بأن القدس بحاجة إلى وقوف الأشقاء العرب والمسلمين ودعم صمودها في وجه آلة التهويد الاحتلالية؛ لذلك فإن «مثل هذه الزيارات المهمة تكسر قيد السجان، وتفك الحصار عن أرضنا وشعبنا».
في غضون ذلك أظهرت نتائج استطلاع جديد للرأي العام الإسرائيلي، أجرته صحيفة «معاريف البرية»، أن 80 % من الجمهور الإسرائيلي لا يؤمنون بإمكانية أن تحقق المفاوضات الجارية اتفاقاً نهائياً للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مقابل 9 % فقط يعتقدون بذلك.
في حين عبَّر 73 % في الاستطلاع الذي نشرت الصحيفة نتائجه في عددها الصادر أمس الجمعة عن عدم استعدادهم للتنازل عن وجود الجيش الإسرائيلي في الأغوار كجزء من اتفاق سلام مقابل 20 % أيدوا ذلك. وبيّنت نتائج الاستطلاع أن 80 % من الجمهور الإسرائيلي لا يؤمنون بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري ولا بمبادرته، وهم على ثقة بأن السلام لن يأتي على يديه؛ إذ بدا الشارع الإسرائيلي محبطاً وشكاكاً في الوقت نفسه إزاء أي مبادرات أمريكية جديدة؛ لأن عشرات المبادرات السابقة قد فشلت.
هذا، وقد ذكرت صحيفة هاآرتس العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبلغ وزراء حزبه «الليكود» بأنه لن يوافق على إدخال القدس ضمن اتفاق الإطار الذي يعكف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على إعداده. وأضافت الصحيفة بأن نتنياهو أبلغ الوزراء أيضاً بأنه لن يوافق على ذكر القدس ولو بشكل عام على أنها العاصمة للدولة الفلسطينية حتى وإن كان الثمن تفجير المفاوضات مع الفلسطينيين.