شكل تقرير الوظائف الامريكية والذي خلق تذبذبا عاليا في الاسواق أحد أهم أحداث الأسبوع، وجاء إعلان وزارة العمل في الولايات المتحدة أمس أن معدل البطالة في أكبر اقتصاد في العالم تراجع من 7 % في شهر تشرين الثاني إلى 6.7 % في كانون الأول ليضفي بعض التفاؤل في الأسواق، مع العلم أن الاقتصاد الاميركي لم يتمكن من استحداث أكثر من 74 ألف وظيفة في مختلف قطاعاته غير الزراعية، وهذا أدنى عدد وظائف مستحدث منذ 3 سنوات وبالتحديد هي الأقل منذ شهر كانون الثاني 2011 في مقابل 241 الفاً في الفترة عينها، الأمر الذي أوقع المتعاملين في حيرة من أمرهم لعجز الاقتصاد عن استحداث فرص عمل جديدة على رغم اقتراب معدل البطالة الى الرقم المستهدف من الاحتياط الفيديرالي أي 6.5 % وأدى الى هذا التذبذب العالي.
وكان صانعو السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفدرالي قد خفضوا من برنامج شراء السندات الذي بلغ 10 مليارات دولار مع مطلع الشهر الجاري ليبلغ ما قيمته 75 مليار دولار شهرياً وأصبحت على النحو التالي:40 مليار دولار سندات خزانة، و35 مليار دولار سندات مرتبطة بالرهون العقارية.
وتباينت أسواق الأسهم الأمريكية في وول ستريت فأقفل مؤشر داو جونز الصناعي منخفضا بنسبة 0.1 % على 16,437 نقطة، اما مؤشر ناسداك فاختتم الجلسة مرتفعا بنسبة 0,44 % على 4,174 نقطة، ومثله فعل مؤشر ستاندر اند بورز 500 صاعدا بنسبة 0,2 % واقفل عند مستويات 1,842 نقطة ومع نهاية التعاملات تداول حول 6.6 مليار سهم بارتفاع بنسبة 8.8 % عن المعدل 3 اشهر. اما مؤشر الخوف والمعروف بـ «مؤشر التقلب في سوق شيكاغو للخيارات» والذي يمثل وسيلة لقايس شعور السوق، ويستند على تداول الخيارات بين الشركات المشمولة في مؤشر SالجزيرةP 500 الأمريكي فقد هبط 5.8% الى مستويات 12.14 في جلسة الجمعة.وبذلك يكون المؤشر قد تراجع 12% هذا الشهر واقفل عند ادنى مستوى له منذ شهر اغسطس.
وبالعودة الى اداء المؤشرات نبدأ من المؤشر الذي يعطي صورة عن اداء الاقتصاد الامريكي وهو مؤشر ستاندر اند بورز 500والذي كما اشرنا اقفل تعاملات الجلسة والاسبوع عند مستويات 1,842 نقطة وخلال الجلسة سجل اعلى نقطة عند 1,843وادنى نقطة عند 1,832 .اما في مجال حركة الاسهم ضمن المؤشر تراجع 179 سهم بينما ارتفع 318 سهم وبقي 3 أسهم دون تغيير مع نهاية تداولات الجلسة. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي والذي يعد الاكثر متابعة في العالم بشكل طفيف بواقع 7 نقاط، أو بنسبة 0.05% في المئة، ووصل الى مستويات 16,437 نقطة ومحققاً أعلى مستوى له عند 16,487 نقطة بينما سجل أدنى مستوياته عند 16,379 نقطة، ومع نهاية تعاملات جلسة الجمعة ارتفع نحو 15 سهم بينما تراجع نحو 15 سهم من إجمالي أسهم المؤشر والبالغ عددها 30 سهماً.
وأخيرا نصل الى مؤشر الناسداك المجمع والذي كان الأكثر ارتفاعا بين المؤشرات الثلاثة الرئيسية بـ 18 نقطة أو ما يعادل 0.44% ليصل إلى مستويات 4,174 وكان قد سجل أدنى مستوى له لهذه الجلسة عند 4,142 نقطة أما أعلى مستوياته فقد سجلت عند 4,174 نقطة والتي هي مستويات الاغلاق. أما في مجال حركة الأسهم ضمن المؤشر ومع نهاية تعاملات الجلسة تراجع 1,031 سهم بينما ارتفع 1,277 سهم من أسهم المؤشر في حين بقي نحو 156 سهم دون تغيير مع نهاية تعاملات الجلسة.
وابتداء من الاسبوع المقبل سيبدأ القطاع المالي بإصدار نتائجه مع كبرى المصارف الأمريكية جي بي مورجان وبنك أوف أميركا وجولدمان ساكس ويتوقع المحللون أن تزيد أرباح الشركات التي ضمن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 9.7 % في المتوسط هذا العام، وأن ترتفع مبيعاتها بنسبة 3.8 %، ويعتقد بعض الخبراء بأن التأثير على حركة الأسواق سيكون أكثر مع ربح السهم الواحد أكثر من المؤشرات المالية والتي من بينها مكرر الربحية الذي يعتبر الأكثر شعبية بين المتداولين والمحلليلين.
واستمر سهم شركة الكوا، أكبر صانع للألمنيوم في الولايات المتحدة، في تسجيل التراجعات على مدى الجلسات الأخيرة واّخرها في جلسة الجمعة بنسبة 5.4% بعدما اأت أرباحها دون تقديرات المحللين وكانت الشركة أيضا وافقت ان تدفع 384 مليون دولار لتسوية إتهامات من لجنة الاوراق المالية والبورصات الامريكية ووزارة العدل الامريكية بأن فروعا لها قدمت رشى إلي مسؤولين بحكومات اجنبية. سهم سيرز هولدينج كورب تراجع بشكل كبير بنسبة 14% بعدما توقعت الشركة ان تسجل خسائر في الربع الرابع وان المبيعات خلال فترة الاعياد هبطت وسهم شيفرون كورب انخفض بنسبة 1.9 % بعدما قالت الشركة ان اربحها ستتأثر بسبب انخفاض في انتاج الطاقة. وارتفعت اسهم الشركات التي تدفع أعلى التوزيعات مثل اسهم الهاتف ارتفعت مع تراجع عائدات السندات وزيا دة جاذبية اسهم الدخل.
اما سهم شركة غاب لصناعة الالبسة الجاهزة والذي ارتفع بنسبة 26 في المئة في عام 2013، أضاف 1.1 في المئة ووصل الى مستويات 39،84 $ بعد أن قالت سلسلة متاجر التجزئة الالبسة الجاهزة ان الأرباح السنوية قد تصل إلى حدها العلوي من توقعاتها.
في المقابل قفزت الأسهم الاوروبية مابين 0,83 و0,21 % مسجلة أعلى مستوياتها منذ خمسة أعوام بدعم من النتائج الجيدة لشركات عدة في الفصل الرابع مثل «لوفتهانزا» و»سواتش» وغيرهما، حيث أقفل المؤشر الرئيسي للأسواق الأوروبية STOXX 600 مرتفعا عند 329.9 بنسبة 0.5%، و أما عن مؤشر منطقة اليورو فأنهى مؤشر STOXX 50 تعاملاته مرتفعا بنسبة 0.45% ليغلق عند مستويات 3,104 نقطة.
وفي ألمانيا أكبر اقتصاد أوروبي ارتفع مؤشر داكس الألماني بحدود 51 نقطة أو بنسبة 0.55% ليغلق عند مستويات 9,473 نقطة، وكان المؤشر افتتح الجلسة عند نفس المستوى فيما سجل أعلى نقطة له عند مستوى 9,529 نقطة و الأدنى عند 9,441 نقطة.ثم عاد وتداول فوق مستويات 9,500 نقطة في التعاملات بعد اقفال الجلسة الاوروبية. أما بالنسبة لحركة الأسهم فقد أنهى 23 سهماً على ارتفاع بينما انخفض 6 اسهم وبقي سهم واحد دون تغيير في نهاية التعاملات. وكان سهم «لوفتهانزا» من الأسهم التي لفتت الأنظار ليس في السوق الالماني فقط بل وفي الاسواق الاوروبية وأتى في صدارة الأسهم الرابحة مرتفعا بنسبة 7.96% ليغلق عند مستوى 17.23 يورو، بينما أتى في المركز الثاني سهم دويتشه بورسه مرتفعا بنسبة 2.36% ليغلق على 63.20 يورو.