أصبح بإمكان التونسيين النوم ولو بعين واحدة بعد استقالة حكومة الترويكا رسميا وتكليف رئيس الدولة لرئيس الحكومة الجديد المهدي جمعة بتشكيل فريق حكومي من الكفاءات الوطنية المستقلة بما ينبئ بقرب انفراج الأزمة السياسية الخانقة التي ظلت تونس تعاني من تداعياتها على مدى اكثر من نصف عام، في وقت يسابق فيه نواب المجلس التاسيسي الوقت من اجل استكمال مناقشة الدستور الجديد في غضون أيام قليلة، حتى يكون جاهزا يوم 14 يناير الجاري، تزامنا مع احياء الذكرى الثالثة للثورة التونسية.
وكان التونسيون قد استبشروا بتصريحات المهدي جمعة في اول ظهور اعلامي رسمي له بعد لقائه رئيس الدولة وتكليفه بتشكيل حكومته، حيث وعد بان تكون حكومته حكومة كل التونسيين بلا استثناء مضيفا أن الحكومة التي يعتزم تشكيلها ستكون حكومة
كفاءات وطنية حكومة مستقلة تخدم كل التونسيين وتقف على نفس المسافة من كل الاحزاب وتتوفر في أعضائها مقومات الحياد والنزاهة.
وأفاد أنه شرع في المشاورات حول تركيبة الحكومة المقبلة واستمع لعديد الاطراف في هذا الخصوص مثلما بدأ في اجراء اتصالات مع مرشحين لعضوية الحكومة التي قال انه سيعمل على تشكيلها في أقرب وقت. وأكد جمعة أنه سيعمل جهده من أجل تشكيل فريق حكومي قادر على مجابهة تحديات المرحلة وقادر على ارجاع الثقة الى التونسيين مشددا على أن مجابهة الصعوبات
المطروحة لا تحل إلا بإرساء الثقة وأوضح أن فريقه الحكومي سيتم تشكيله وفق معايير النزاهة والكفاءة والحياد وأنه هو من سيتحمل مسؤولية تشكيلها وتأمين تناسقها لافتا الى أنه ليس صاحب معجزات ولكنه سيبذل قصارى جهده وسيوظف كل
خبرته وخبرات وكفاءات الفريق الحكومي الجديد من أجل مواجهة الصعوبات والتحديات القائمة في اتجاه اعادة الاستقرار وإصلاح ما يجب اصلاحه في كنف التزام الجميع بتغليب منطق العقل ووضع المصلحة الوطنية في المقام الاول.وكان مهدى جمعة تقدم في مستهل تصريحه بالشكر الى رئيس الحكومة المستقيلة علي لعريض وكافة أعضائها لما بذلوه من جهد في ادارة شؤون البلاد مثنيا أيضا على الدور الوطني الذى اضطلع به الرباعي الراعي للحوار وعلى جهود كافة الاطراف السياسية التي مكنت من
التوصل الى توافقات تهدف الى تجاوز صعوبات المرحلة. كما حيا جمعة نواب المجلس الوطني التأسيسي ورئيسه مصطفى بن جعفر لجهودهم المتواصلة من أجل انجاح كامل مسارات المرحلة التأسيسية في أقرب الاجال معربا عن الامل في أن تنال حكومته