كشف وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أمس، أنه سيتم مستقبلاً طرح جزء من مشروع شركة صدارة للكيميائيات «صدارة» وشركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيميائيات «ساتورب» للاكتتاب العام أمام المواطنين بسعر التكلفة.
وقال النعيمي: «إن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين - حفظهما الله - تؤكد أهمية الاهتمام بالمواطن السعودي من حيث التعليم والتوظيف، والتدريب، والتطوير المستمر في المشاريع المختلفة، كما تؤكد على أهمية تنويع القاعدة الاقتصادية للمملكة، والدخول في العمليات اللاحقة والتصنيع بكافة مراحلة، من أجل نقل المملكة إلى دولة صناعية لا تعتمد على تصدير المواد الخام فقط، سواءً من البترول أو المواد البتروكيمائية، بل على المنتجات الوسيطة والنهائية».
وتابع: ولا شك أن مشروع «صدارة» ومشروع مصفاة «ساتورب»، إضافة إلى مشاريع شركة التصنيع وخدمات الطاقة تُساهم بشكل واضح في تحقيق هذه الأهداف.
جاء ذلك عقب زيارة ميدانية أجراها أمس إلى عدد من المشاريع البترولية الجديدة والمطورة في المنطقة الشرقية، من أجل الاطلاع على سير العمل في هذه المنشآت الصناعية المختلفة، ومدى ما وصلت إليه خطوات تنفيذ الأعمال وإنجازها حسب جدول الإنجاز المقرر، حيث أبدى الوزير سعادته خلال هذه الجولة لما وصلت إليه هذه المشاريع من تطوير ومراحل متقدمة في الصناعة البترولية، والتي رافقه خلالها المستشار لشؤون الشركات بوزارة البترول والثروة المعدنية عبد الرحمن عبد الكريم، والمهندس خالد الفالح رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدراييها التنفيذيين، إلى جانب بعض كبار المسؤولين بالوزارة و»أرامكو السعودية».
هذا، وشملت الزيارة التفقدية لوزير البترول والثروة المعدنية والوفد المرافق له شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيميائيات «ساتورب» في مدينة الجبيل الصناعية الثانية، وهي مصفاة تحويلية عالمية تمتلكها «أرامكو السعودية» و»توتال الفرنسية»، التي بدأ تشغيلها الفعلي باستثمار إجمالي بلغ 52.875 مليار ريـال، وتُعد واحدة من أكثر مصافي العالم تطوراً، وتبلغ طاقتها الإنتاجية 400 ألف برميل في اليوم من المنتجات المكررة، بما في ذلك الديزل والبنزين ووقود الطائرات والبارازيلين والبروبيلين من درجة البوليمر، وهي جميعاً تخدم الصناعات البتروكيميائية في السوق المحلية والأسواق العالمية.
وقد وفرت المصفاة نحو 1200 فرصة عمل مباشرة في المملكة، يتبع كل منها نحو خمس فرص عمل غير مباشرة. كما شملت الزيارة مشروع شركة صدارة للكيميائيات «صدارة» التي تأسست عام 2011 كمشروع مشترك تم تطويره من قبل «أرامكو السعودية» وشركة داو للكيماويات، لإنشاء مجمع كيميائي يُعتبر الأول في العالم الذي يتم بناؤه دفعة واحدة، مشتملاً على 26 مصنعاً متخصصاً بطاقة إنتاجية كلية تتجاوز ثلاثة ملايين طن متري سنوياً من المواد الكيميائية المختلفة، وبعائد سنوي من المتوقع أن يصل إلى عشرة مليارات دولار، واستثمارات إجمالية تصل إلى نحو 20 مليار دولار، وقد أسهم المشروع بتوفير ألف وظيفة للمواطنين، فضلاً عن أكثر من 20 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، ستوفرها المنطقة المجاورة لشركة صدارة، علماً أن دورها لن يتوقف، بالطبع، على توفير مثل هذه الوظائف فحسب، بل تسعى الشركة إلى أن يكون لها دور فاعل في مجالات التنوع الاقتصادي والبحوث والتطوير المهني للموارد البشرية.
وتجول وزير البترول والثروة المعدنية أيضاً، في مشروع مجمع صدارة التي تسعى لأن تقدم أول منتجاتها من المواد البلاستيكية والكيميائية في العام القادم 2015، بينما سيشهد العام 2016 التشغيل الكامل لمجمعها الكيميائي، الذي سينتج الأمينات، الإيثر الغلايكول، الأيزوسياتات، مركبات البولي إيثر بوليول، البولي إيثيلين، البولي أوليفين، والغريكول البروبيلين، وهي مواد تستخدم في تطبيقات مختلفة تدخل في المستحضرات الصيدلانية، صناعة مواد الطلاء، المنظفات، المواد البلاستيكية، السلع الاستهلاكية، وغيرها من التطبيقات الصناعية المختلفة.. كذلك زار المهندس النعيمي شركة الجبيل لخدمات الطاقة «جسكو» المختصة بصناعة وإنتاج الأنابيب غير الملحومة، والتي تمتلك 56.4 % من رأسمالها شركة التصنيع وخدمات الطاقة «طاقة»، التي أنشأتها وزارة البترول والثروة المعدنية عام 2001، ومن ثم تم تسليمها إلى القطاع الخاص السعودي.
ويُعتبر المصنع رائداً في إنتاج الأنابيب غير الملحومة بأعلى المواصفات والجودة العالمية، ويهدف إلى خلق قيمة مضافة للصناعات المحلية وعوائد جيدة لمساهمي الشركة، فضلاً عن الاهتمام بالجودة والسلامة والالتزامات الاجتماعية وحماية البيئة، كما تسعى الشركة إلى تأمين 500 فرصة عمل للسعوديين.