عندما يتخطف الألم الروحي المرأة وتسعى جاهدة في البحث عن ذاتها فلا تجد إلا أشلاء هنا وهناك.. وإذا عُرف السبب بطل العجب.. ولكن حتى هذا لم تستطع بعض النساء الإمساك به لأن مسببات القلق والتوتر الذي تعيشه تعددت مصادره، ولم يعد بوسعها إلا طلب النجدة من أي كان، فالحال لم يعد ينفع معه الصبر والمجاملة كدواء!
وعرف كثير من المدربين والمهتمين بالتنمية البشرية وتطوير الذات نقطة الضعف تلك, فصاروا يتيهون بحثاً عن قضايا المرأة واهتماماتها وأسرارها ورغبتها في معرفة داخلها بعد أن قضت أمداً في التعرف على الخارج ولم تصل للكثير! لتأتي مطأطأة «الجيب» وتدفع دونما تردد مبالغ توازي ما كانت تضعها يوماً ما في قطعة ألماس! لكن لاضير إن كانت وضعتها في مصبها الآمن وستكون بخير..!
لكن تكاثر المدّعون! وأصاب المجتمع تخمة من تلك الظاهرة، وإن ميزت إحداهن فالأخرى غير قادرة على التمييز! والمتمرسون يعدون على أصابع اليد ولانحتاج للأقدام..!
وكنموذج فقط، هذه إحدى المدربات ممن استعجلت الربحية قبل أن تكون مؤهلة للعطاء، واقتبست دورة معلمها بحذافيرها وقدمتها بنفس المبلغ ولكن! وقفت عاجزة أمام مداخلات النساء ورغبتهن في معرفة الحقيقه أياً كانت..! وأخرى تقدمها عن طريق الواتساب وقد عرفت هوس بعضهن به! وبمبالغ جيدة ودونما شهادات معتمدة من أي مكان!.
لكن ما يزال هدير هذه الطفرة له صوت جلي وبعض النساء منقادات وراءه دونما تفكير!.
ولم عسانا نلومها؟.
فالأشكال تشابهت عليها.. وعنصر الدعاية والإعلان تلون وتشكل, ولعب دوراً كبيراً في جذب المرأة.. وصنع لها من البحر طحينة كما يقول إخواننا في مصر.
فالكل أصبح معالجاً ومبرمجاً ومدرباً ومحللاً للشخصيات وملهماً.. فهل كل من حصل على بعض الدورات واهتم بأحد العناصر التي تمس حياة الأشخاص الروحية أن يسيّر فكر مجموعة كبيرة من نصف المجتمع؟! ويستنزف جيوبهن باسم العلاج؟!.
ومن هي الجهة المسؤولة لمتابعة العشوائية الحاصلة حولنا، والتي تقام من وراء الأنظار! فقد أضحت سوقاً سوداء يبدؤها أحدهم بدوره وحساب في تويتر، وينتهي بثروة وحساب بنكي!! فأين المسؤول؟!