(قوتنا في تلاحمنا) الشعار الذي تبنته جائزة الملك عبد العزيز - رحمه الله - لمزاين الإبل، بناءً على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز آل سعود، رئيس هيئة البيعة رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان.. هذا الشعار وحده كفيل للرد على بعض المغرضين الذين ينتقدون كل عام فعاليات المهرجان الذي تحوّل إلى كرنفال ثقافي اجتماعي تسويقي يستفيد منه مختلف الشرائح من داخل وخارج المملكة.
ولم يعد المهرجان السنوي لمزاين الإبل مجرد تكريم لأصحاب وملاَّك السلالات الطيبة من الإبل الحمر والصفر والشعل والمجاهيم والوضح، بل بات وجهة ثقافية توعوية استطاع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز آل سعود بمتابعته المستمرة ودعمه المباشر أن يغيّر العديد من العادات والمفاهيم السلبية التي كانت سائدة في مثل هذه الاجتماعات إلى ممارسات ثقافات إيجابية تعود بالنفع والفائدة على الجميع.
العين القاصرة التي دأب البعض ينظرون بها لفعاليات المهرجان، تغض الطرف عمداً عن الإنجازات الهائلة التي حققها المهرجان منذ انطلاقته، وكيف أنه ترجم التلاحم الشعبي الكبير خلف الموروث الثقافي الذي يجمع الجميع تحت شعار: (قوتنا في تلاحمنا)، وإن كان المشاركون من مواطني دول مجلس التعاون بادية وحاضرة.
ولم يعد المشاركون في مهرجان أم رقيبة السنوي يلتفتون إلى الشائعات المغرضة، بل يردون عليها بالمشاركة الفاعلة في الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتوعوية في تنافس شريف وأخوة تُعزز وحدة الأمة وتماسكها خلف قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
المهرجان الذي رعاه وتبنى فكرته ودعمَه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز آل سعود، حظي بمتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز اللذين سخّرا جميع الإمكانيات ووفّرا كافة سبل الراحة لملاّك الإبل ومحبيه خلال الدورات السنوية في ظل توجيهات حكومتنا الرشيدة التي أولت اهتمامها بشأن الجائزة التي تحمل اسم المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - كسائر شؤون البلاد حتى تكللت بالنجاح تلو الآخر.
مهرجان جائزة الملك عبد العزيز لمزاين الإبل الذي يدخل دورته الرابعة عشرة بأم رقيبة هذا العام، إضافة إلى أنه يُخلِّد ويُؤصِّل لأغلى موروث عربي يتجلى في عظمة الإبل التي ذكرها المولى عز وجل ورفع من شأنها في عدة مواقع في القرآن الكريم، يعكس إنجازاته الأخرى بلغة الأرقام، وبعد أن نجح هذا المهرجان في جذب المهتمين وذوي الاختصاص وبات مقصداً للعديد من ملاّك الإبل في المملكة والخليج، ويتوافد إليه الآلاف من هواة هذا الموروث الأصيل الذي أسهم في حفظ السلالات الطيبة من الإبل والعناية بها، إلى جانب إنعاش الأسواق بالبيع والشراء بما يُعزز الحركة الاقتصادية والسياحية في أكبر سوق للإبل والمنتجات الحرفية والتراثية الأخرى.
وحرص صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز آل سعود على أن يُؤدي المهرجان رسالته السامية التي تهدف إلى نشر الوعي والمعرفة والثقافة وتعميق المفاهيم الإسلامية، والأخلاق الفاضلة واجتثاث العصبية القبلية ونبذها وإسهامه في تعزيز الحب والولاء للوطن بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين - حفظهما الله ورعاهما -.
وهو ما أكده صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز حينما قال في كلمته في المهرجان إن تمسكنا بعقيدتنا الإسلامية وشرعنا المطهر أعجز الكثير من المتربصين وأصحاب النوايا السيئة أن يجدوا ثغرة أو منفذاً في هذا الجسر المتلاحم.
المهرجان ردَ بإنجازاته الهائلة على الشائعات المغرضة وأصحاب الأهواء الذين يتعمدون غضّ الطرف عنها، إذ جهّز مشروع الأمير مشعل بن عبد العزيز للمصليات المتنقلة 10 مصليات استفاد منها أكثر من 22 ألف زائر، ألقيت فيها أكثر من 118 محاضرة توعوية، فيما بلغ عدد المستفيدين خلال الثلاث السنوات الأخيرة مليوناً و89 ألف زائر.
وحققت اللجان العلمية الدعوية والثقافية والخيرية برامج تخرس المغردين في الاتجاه المعاكس، إذ تخرّج من مسابقة الأمير مشعل بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم في المدينة المنورة أكثر من 300 حافظ وحافظة للقرآن الكريم على مستوى دول العالم، فيما بلغت المناشط الدعوية في هذا العام أكثر من 500 منشط ما بين محاضرة وندوة وكلمة شملت العديد من المحافظات والمراكز.
وبلغ مجموع المناشط التي نفذها المهرجان حتى اليوم أكثر من 3500 منشط دعوي، فيما تم توزيع أكثر من 150.000 نسخة ما بين مصحف وكتاب وشريط، فضلاً عن قيام اللجنة الخيرية بتوزيع السلال الغذائية والبطانيات وأجهزة التدفئة.
هذه الإنجازات الهائلة للمهرجان السنوي لجائزة الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه - لمزاين الإبل، تنفي بقوة ما يردده البعض أن هذه المناسبة تكرّس القبلية وتشعل نوازع العنصرية بين المشاركين، ولكن بالقليل من الرؤى والتأمل يستطيع المنتقدون أن يدركوا العكس تماماً هو أن المهرجان بات واقعاً فرض نفسه.
وللشعوب هوايات ومناسبات ولا يستطيع أحدٌ أن يتجاهلها أو يصادرها أو يلفق التهم الباطلة والإشاعات لأجل إلغائها.
والسلبيات التي تُصاحب مثل هذه المهرجانات لكثرة جمهورها ومرتاديها يمكن السيطرة عليها ومنعها من قبل السلطات، وقد وعد صاحب السمو الملكي الأمير المحبوب سعود بن مشعل بتلافيها الأعوام القادمة.