إذا كنت (مثلي) لا تستطيع مقاومة أي مقطع كرتوني (لتوم وجيري) مثلاً، وتتسمر لمتابعة تفاصيل الحدث؟! رغم أنك سبق أن شاهدت هذا المقطع عشرات المرات، وتعلم ماذا سيحدث؟! ولكنك تضحك مع كل (حركة)، فإنك تحاول الهروب من (واقعك) ليس إلا؟!.
العديد من الدراسات التلفزيونية تقول ذلك (عني وعنك)، ذنبنا الوحيد أن خيال هذه الأفلام واسع وعنفها لا يتجاوز (الضرب بعصا مكنسة)، ولا يقارن بالعنف الحقيقي في البرامج الحوارية العربية أو نشرات الأخبار، نحن نشاهدها بتكرار، ولا نمل مثل الصغار؟!.
بالمناسبة، معظمنا يطلق على أفلام الكرتون (بباي) مجازاً، بينما (بباي) الحقيقي ليس سوى (فيلم واحد) للبحار أبو غليون، الذي ابتدعه الأمريكي (إلزي سيغار) العام 1929 م، ولأن من (سبق لبق) أصبحت كل الأفلام الكرتونية عند العرب (بباي)؟!.
يجوز في (الرسوم المتحركة) أو (الكاريكاتورية) ما لا يجوز في غيرها، فهامش الحرية هنا أكبر للانتقاد والمبالغة في الطرح بسقف مرتفع، لأن الشخصيات الكرتونية غالباً (غير حقيقة)، ويمكن تقبل ما يصدر منها بأسلوب (ساخر) لأننا نحب من يضحكنا حتى لو عرّانا !.
في الخليج، هناك تجارب (كرتونية) رغم ضعف الإنتاج، ولكن النقد الذي خلفته هذه الأعمال اجتماعياً - في رمضان مثلاً - بقي مقبولاً ولم يواجه ما واجهته الأعمال الفنية الصريحة، مما يدل على أن مجتمعاتنا (بكبرها) تود الهروب من واقعها، وتقبل ما تطرحه (الرسوم الكرتونية) أو الكاريكاتورية بشكل (غير مباشر)!.
وهذا ينطبق على برامج النقد (اليوتيوبية) بما فيها من نقد لاذع وساخر، ولكن المسئول يتقبلها، ولم يعترف بعد بتأثيرها، بينما لن يقبل نصف ما طرح فيها لو كانت وسيلة إعلام تقليدية!.
لذا أقترح على منتجي بعض (القنوات الخليجية) الاستفادة من تجربة (نشرة أخبار الفراخ) على قناة (القاهرة والناس)، التجربة لها 3 سنوات تقدم خلالها (الفراخ الكرتونية) نشرة أخبار متنوعة وساخرة!.
بشرط اختيار شيء مناسب من (بيئتنا المحلية)، نشرة أخبار ( الحبارى) مثلاً!
لأن ما ستطرحه (الحبارى) مقبول أكثر مما سيقوله الإنسان؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.