منذ بضع سنوات، كانت شركة «أمازون» تواجه صعوبات على صعيد البنية التحتية لتجارتها الإلكترونية، وأدركت أن إنجاز الكثير من المشاريع الداخلية المرتبطة بالبرمجيات يتطلّب وقتاً طويلاً جداً، في ما يشكّل موطن ضعف كبيراً من وجهة نظر تنافسية.
وقد تم تعيين آندي جاسي، كبير مستشاري جيف بيزوس، الرئيس التنفيذي لشركة «أمازون»، كي يحاول معرفة سبب ذلك، فاكتشف أنّ كلّ مشروع جديد يتطلّب معاودة ابتكار فريق العمل لأبسط المفاهيم.
وقد أمكن جاسي وشركة «أمازون» إيجاد حل لهذه المشكلة والتوقف عند هذا الحد. إلاّ أنّ فريق العمل ذهب إلى أبعد من ذلك، وفهم أنه في حال واجه صعوبات لحل مشاكل مرتبطة بالبنية التحتية لبعض أنواع التكنولوجيا، فثمّة احتمال كبير جداً بأن تكون مشاكل مماثلة في المرصاد بالنسبة إلى شركات أخرى. وبالتالي، وإن تسنّى لهم معالجة هذه المشاكل لأنفسهم، فقد ينجحون في حلّها للآخرين.
وهكذا، بدأت «أمازون» تطوّر بنية هندسية، من فرق هندسية مختلفة أن توظّفها مراراً وتكراراً في مشاريع مختلفة. وقد سمحت هذه الخدمات لشركة «أمازون» بالتحرّك بسرعة أكبر من السابق.
إلا أن الشركة لم تتوقف عند هذا الحد، بل اختارت بدلاً من ذلك تحويل حلّها إلى خط أعمال جديد، وراحت تعرض حوسبة السحابة على أنّها خدمة. وبالتالي، ولدت شركة « خدمات أمازون ويب». واليوم، تدرّ « خدمات أمازون ويب» عائدات سنوية بقيمة تناهز 3 مليارات دولار.
والدرس طبعاً هو أن «أمازون» لم تكتف بإيجاد حل لمشكلتها، بل اكتشفت «حلاً ناجحاً» سمح بنشوء فرص أعمال جديدة.
8 مستويات لحل المشاكل:
ليس سهلاً أبداً استحداث ثقافة تقوم على تحيّن الفرص بدلاً من رصد المشاكل، مثلما هو الحال مع «أمازون». ولكن قد يفيد المرء أن يبدأ بتحديد إطار تحفيزي بسيط يدفع بالناس إلى التركيز على تقييم قدراتهم على حل المشاكل. وثمّة حلّ أفضل حتّى، يقضي بالبدء بمكافأتهم ما إن تظهر بوادر تحسّن لقدراتهم على حل المشاكل.
على أي مستوى بإمكانك أن تحل المشاكل؟
+ المستوى 0 - لا يرى المشكلة.
+ المستوى 1 – يرى المشكلة ويطرحها.
+ المستوى 2 – يرى المشكلة ويحددها بوضوح.
+ المستوى 3 – يرى المشكلة، ويحددها بوضوح، ويرصد سببها الأساسي.
+ المستوى 4 – يخطط مسبقاً لتحاشي المشكلة أو تجنّباً لتكرار مشاكل مشتقّة منها.
+ المستوى 5 – إيجاد حل عملي وقابل للاستدامة للمشكلة.
+ المستوى 6 – إيجاد حلّ ناجح للمشكلة (على سبيل المثال حلّ يسمح بادّخار مبالغ تزيد عن تكلفة المشروع، أو يفسح المجال أمام إنجازات أخرى).
+ المستوى 7 – أخذ المبادرة لتطبيق الحل أو لتطوير فكرة ناجحة.
+ المستوى 8 – التفكير بطريقة تتخطّى الوقاية من المشكلة، واستحداث فرص جديدة من التحسّن المستمر.
كان من الممكن أن يتوقّف جاسي وفريق عمله عند المستوى 3، لكنه أقدم بدلاً من ذلك على تقييم قدراته الأساسية، التي اشتملت على تجارة التجزئة، وفقاً لما تبيّن. وعندما تعمّقت الشركة في بحثها، أدركت أنها تملك أيضاً مهارات في مجال إدارة البنية التحتية، بدعم من فريق تكنولوجياً قوي جداً. وانتقلت الشركة بذلك إلى المستوى 5. ومن خلال الإقرار بأن شركات أخرى لديها على الأرجح الحاجة ذاتها، بدأت ترتقي بمقامها إلى المستوى 8.