من أكثر الفقرات مشاهدة على القنوات الفضائية غير المحلية، هي فقرات التثقيف الصحي، فالناس تشعر بعطش شديد للثقافة الصحية الغائبة عنهم على مستوى المؤسسة الرسمية المعنية بالصحة! وأكثر الاتجاهات التي يتجه إليها المشاهدون، هي الثقافة الصحية الغذائية والثقافة الصحية النفسية والثقافة الصحية الجنسية والثقافة الصحية اللياقية الجسدية. وتحاول القنوات أن تستغل هذا الانجذاب، فتسعى لتكثيف جرعات هذه الفقرات، ولاصطياد الرعاة والمعلنين من خلالها، مستعينة بأرقام ونسب المشاهدة العالية.
المهتمون بشأن التثقيف الصحي سعيدون بهذا الحراك، وبوصول هذا الكم من الثقافة عن طريق القنوات الفضائية التجارية، وبقناعة المعلنين بهذه الفقرات وبجدواها وفعاليتها وتأثيرها على المشاهدين والمشاهدات بكافة مستوياتهم وأعمارهم. النقطة التي تشغل هؤلاء المهتمين، أن تتحوّل الثقافة الصحية إلى سنارة تصطاد القنوات بها جمهور التلفزيون، فتبالغ في تقديم الجرعات على حساب المصداقية. فبدل الفقرات القصيرة، تكون هناك برامج طويلة. ولكي تقدم برنامجاً، عليك أن تحصل على أكبر كمية من المعلومات ومن التقارير ومن اللقاءات. وهذا ليس سهلاً، ليس سهلاً أن تقدم برنامجاً ثقافياً، موسماً وراء موسم، بجودة عالية، وبمصداقية كاملة. لكي تستمر في برنامج من هذا النوع، عليك أن تفبرك وأن تهبط لمستويات الإثارة وأن تلتقي بضيوف «نص كم»، والخاسر الأكبر في هذا كله، هو المتلقي.
عليكم أن تشاهدوا هذه البرامج بحذر.