اليوم في نجران الناس يدلفون الى ملعب التعليم لتوديع أميرهم مشعل بن عبدالله ومشاعرهم تردد أنهم أتوا من أجل احتفال كما اعتادوا عليه من قبل سواء مناسبة وطنية او أعياد او غيرها، إلا أنهم لم يضعوا أنفسهم أمام الأمر الواقع أن أميرهم مشعل بن عبدالله قد كلفه ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أن يكون أميراً وخادماً لمكة المكرمة التي نصبها المسلمون أمام أعينهم كقبلة لهم.
وقد يكون هذا الأمر لدى الناس في نجران الشيء الكثير بأن خفف من هولة الأمر بالنسبة لهم، وأن مشعل الأمير والإنسان تبقى ذكراه خالدة في قلب كل مواطن في أرض نجران التي عشق أهلها مشعل بن عبدالله ووصفوه بأنه مشعل الخير والعطاء نظير ما قدمه لمنطقتهم من حب وعطاء دفين، أشعل نجران كورشة عمل في كل أرجائها وفي محافظاتها العمل لا يهدأ لحظة واحدة، وتجد كل يعمل في مهام عمله. وهذا كله من أجل نجران المنطقة ونجران الإنسان التي تبكي مشعل باسم كل كهل وشاب وطفل، باعتبار أن أهالي نجران يرون مشعل بالنسبة إليهم أكثر من أمير لهم، بل وصفوه بأنه أخ لهم منحهم الثقة والأمان، فكانوا عند الموعد، وكانوا مخلصين في كل ما أوكل إليهم من مسؤولية، سواء في خدمة وطنهم او دينهم او مليكهم.
ولن نقول لمشعل وداعاً، بل ستكون ذكراه ساكنة في محجر العين، قضى بين أبناء نجران سبع سنوات كانت بالنسبة لهم أجمل السنين، حفر في قلوبهم المحبة الصادقة البعيدة عن الكبرياء والتصنع، جعل من نجران منطقة حققت في عهده الكثير من المنجزات في شتى المجالات ومن دون حصر، ويكفي نجران وأبناءها أن هناك طريقاً اسمه نجران جازان بتكلفة ثلاثة مليارات، كان وراءه شخص اسمه مشعل بن عبدالله، سيكون بمثابة نقش اسم مشعل على هذا الطريق على مدى قرون قادمة ليسلك الناس هذا الطريق بأمن وأمان، وكلهم دعاء بأن يكون التوفيق والسداد لمشعل بن عبدالله.